بطريرك لبنان يتحدث عن "مشكلة خطيرة" ويطالب بدولة قوية تجري مفاوضات الترسيم

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن "الدمار الذي أحدثه انفجار المرفأ يرتسم أمام أعيننا مع كل تداعياته ونتائجِه، معربا عن قلقه من صمت القضاء وعدم الكشف عن أسباب ونوعية الانفجار.
Sputnik

الحريري يتفقد مكان الانفجار الذي وقع في طريق الجديدة بضواحي بيروت... صور
وقال البطريرك الماروني، في كلمة له نقلها تلفزيون "الجديد"، اليوم الأحد، "ها نحن أمام انفجارين، بالأمس، واحدٍ في منطقة الطريق الجديدة، وآخر في الأشرفية، أوقعا ضحايا وجرحى. نصلي لراحة نفوسهم وعزاء أهلهم، وشفاء الجرحى ونتساءل: ما هذه الظاهرة من الانفجارات والحرائق الدورية، وما أسبابها الحقيقيّة، وهل يجب على المواطنين أن يعيشوا باستمرار في دوّامة الخوف والقلق والإهمال".

وأضاف: "يتعاظم قلقنا إذا تعثر تكليف شخصية لرئاسة الحكومة الجديدة، وبخاصة إذا تعثر تأليف حكومة إنقاذية، غير سياسية، وتكنوقراطية، تتمكن من المباشرة بالإصلاحات في البنى والقطاعات، وفقا لتوصيات مؤتمر سيدر، إن ضمانة نجاح التأليف هي العزم من قبل الجميع على تجنّب التسويف، ووضع الشروط، وافتعال العقد غير الدستورية وغير الميثاقية، من أجل قضم الدولة وإبقاء مصير لبنان مرهونا بصراعات المنطقة واستحقاقاتها التي لا تنتهي".

وأردف الراعي، "وهذه مشكلة وطنية خطيرة عندنا لا حد لها إلا باعتماد نظام الحياد الناشط الذي يعيد للبنان هويته، ومكانته، ودوره الحضاري في سبيل السلام والاستقرار في الداخل وفي المنطقة. في هذا السياق يجب أن يبقى أي تفاهم حول تأليف الحكومة العتيدة ضمن منطوق الدستور والميثاق. فلا يحق لأي فريق أن يتخطى الدستور، ولآخر أن يتنازل عنه، ولآخر أن يشوه النظام الديمقراطي".

وشدد على أنه "تأتينا اليوم عطية سماوية بالنفط والغاز في بحرنا، لذا نحتاج إلى دولة قوية وحكومة قادرة على إجراء مفاوضات ترسيم الحدود بين دولتي لبنان وإسرائيل. أهمية هذه المفاوضات في أن تؤدي إلى إتفاقٍ يعزز سلطة الدولة اللبنانيّة المركزيّة، التي من شأنها أن تسيطر على حدودِها الدوليّة المثبتة في خط هدنة سنة 1949 أساسًا، وعلى ثروات النفط والغاز، وتسهر على عدم محاصصتها وتوزيعها وتبديدها".

مناقشة