هل ينجح البلدان في إتمام هذا المشروع وما أهدافه الاقتصادية وهل ستؤثر عليه التغيرات في المواقف السياسية بين البلدين؟
وأضاف لـ"سبوتنيك": "هناك مثال آخر بين روسيا وأوربا الغربية، نجد أن هناك مشاكل سياسية بينهما، لكن عند الجانب الاقتصادي يتم تناسي الجوانب السياسية لأن روسيا لديها الغاز"، مضيفا: "أما نحن في العالم الثالث أو ما يسمى العالم العربي ولأن القرارات فردية للحكومة، هنا يخضع الاقتصاد لسياسة الحاكم وما يقوله، فالسياسة هنا متغلبة على الاقتصاد بكل أسف".
ضرورة قصوى
وتابع أمين المؤتمر الشعبي: "بالنسبة لنا في السودان ومصر، أرى أن إحياء خط السكة الحديد بين البلدين سيكون في مصلحة مصر ربما أكثر من مصلحة السودان في الوقت الراهن، نظرا لأن مصر متقدمة صناعيا وفي كافة المجالات بما فيها الزراعة، وفي نفس الوقت تحتاج من السودان موارد غذائية مثل الماشية التي تعاني مصر من نقصها، وسوف تصل إلى مصر بتكلفة أقل وفي وقت أسرع، وأرى أن مشروع السكك الحديدية يمكن أن ينجح، خصوصا ان هناك تقارب سياسي في الوقت الراهن، إضافة إلى ذلك سيكون هناك ممول خارجي للمشروع مثل السعودية أو الإمارات وربما البنك الدولي في حال رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب".
مصلحة متبادلة
من جانبه قال السفير وائل نور، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية الأسبق إن "العقل والمنطق يحتم إنشاء خط السكة الحديد بين مصر والسودان من أجل الاستفادة الاقتصادية للطرفين، لأن إنشاء هذا الخط سيمثل تطورا كبيرا في عمليات نقل البضائع والأفراد بين البلدين لأنها وسيلة غير مكلفة".
وأضاف لـ"سبوتنيك": "المشروعات التي كانت تتوقف بين البلدين منذ عقود لم تكن مشروعات مصيرية، أما بالنسبة لمشروع التكامل بين البلدين في السبعينات، لم يكن توقف المشروع برغبة مصرية أو سودانية ، إنما أوقف المشروع برغبة أمريكية لأنها تعلم جيدا أن التكامل سيجعل البلدين أقوياء في المنطقة، لأن من يمتلك غذائه يمتلك قراره، وأذكر كلمة فرانك ويزنر، عندما كان سفير الولايات المتحدة الأمريكية في مصر حيث قال "الولايات المتحدة لن تسمح بإقامة سلة غذاء خامسة في العالم".
وتسعى الدولة المصرية لربط مصر بالسودان عن طريق إنشاء سكة حديد تربط بين أسوان والخرطوم.
وبحث سفير مصر في السودان السفير حسام عيسى، خلال اليومين الماضيين، مع الوزير الاتحادي المكلف بالبنية التحتية والنقل هاشم بن عوف، المشروعات الاستراتيجية بين البلدين، وذلك في إطار متابعة نتائج زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى الخرطوم في 15 أغسطس/ آب الماضي.
وقال السفير حسام عيسى، في تصريح صحفي، إنه ناقش مع الوزير هاشم بن عوف، في لقائهما، كافة الموضوعات الجاري تنفيذها بين الجانبين ومنها الربط بين السكة الحديد في الدولتين، والتعاون في مجال الطيران المدني، وتطوير هيئة وادي النيل للملاحة النهرية، وعقد اللجان المشتركة في مجال النقل، وأهمها لجنة المنافذ والمعابر.
وقال نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، في تصريحات تلفزيونية سابقة، إن زيارة مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، الأخيرة إلى السودان مهمة في هذا التوقيت، لا سيما أنه تم الاتفاق بين الطرفين على عدة مشروعات.
واستكمل نادر سعد، أنه سيتم عقد مؤتمر في السودان للمستثمرين، لاستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بالسودان، والاتفاق على بدء إنشاء خط سكة حديد مشترك بين مصر والسودان.
وأضاف الوزير خلال كلمته التى ألقاها بمؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي إنه من المقرر تنفيذ محطة تبادلية فى السودان لتخطى عقبة اختلاف عرض السكك الحديدية بين مصر والسودان.
واتفقت مصر والسودان منذ عامين تقريبا على مسار خط السكة الحديد الذى يربط البلدين، بطول ٦٠٩ كيلو مترات، وتضمن الاتفاق، الذى تقرر خلال الاجتماع التأسيسى الأول للمشروع، والذى انعقد بعد ٣ أشهر من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، للسودان نهاية شهر يوليو/ تموز من نفس العام، وتم الإعلان خلالها عن ربط البلدين بالسكة الحديد، واختيار المسار الجديد بحيث يبدأ من مدينة أبوحمد شرق السودان، حتى الحدود المصرية، ومن مدينة أسوان حتى الحدود مع السودان بطول ٢٦٩ كيلو مترا.