برلماني سوري لـ"سبوتنيك": الحكومة رفضت طلبا لصناعيي حمص بتوريد آلاف سيارات الإطفاء والإسعاف

كشف عضو في مجلس الشعب السوري، وائل الملحم، في تصرح خاص لوكالة "سبوتنيك"، عن أن الحكومة السورية رفضت طلبا تقدم به صناعيو حمص من أجل السماح لهم بتوريد آلاف سيارات الإسعاف والإطفاء وربطها بمنظومات الإسعاف والإطفاء الحكومية في البلاد.
Sputnik

ومع اشتداد حدة الانتقادات الشعبية للحكومة السورية لجهة ضعف منظومتي الإطفاء والإسعاف، وفق ما أظهرت كارثة الحرائق الأخيرة، كشف عضو مجلس الشعب السوري وائل ملحم لـ "سبوتنيك"، أن أعضاء غرفة الصناعة في حمص تقدموا بمذكرة خطية إلى رئيس مجلس الوزراء، وذلك للسماح لكل صاحب منشأة صناعية باستيراد سيارة إطفاء وسيارة إسعاف معفية من الرسوم الجمركية والضرائب، بحيث يمكن الاستفادة من هذه السيارات بربطها مع منظومة الإسعاف والإطفاء في سوريا.

كازاخستان: لا نستبعد احتمال عقد اجتماع جديد بشأن سوريا هذا العام
وأكد الملحم أن طلب صناعيي حمص تم قبل نحو 20 يوما، أي قبل اندلاع حرائق الغابات الأخيرة.

وأشار النائب عن مدينة حمص أن المحافظة تستضيف نحو 5 آلاف منشأة صناعية، ووفق استعدادها المعلن الذي ضمنته في طلبها للحكومة، يمكنها أن تقوم بتوريد ما لا يقل عن 5 آلاف سيارة إطفاء وإسعاف، وهذا العدد كاف لرفد منظومة الطوارئ الوطنية بما تحتاجه لمواجهة أي كارثة محتملة.

وأكد ملحم أن هذا الإجراء سوف يوفر على الحكومة السورية تكاليف استيراد مثل هذه السيارات وأجور صيانتها، بالإضافة أن هذه السيارات ستكون جاهزة للتدخل في حالات الطوارئ، معبراً عن استغرابه من عدم اهتمام الحكومة السورية بهذا الطلب، حيث لم تقدم أي رد عليه حتى اللحظة.

وخلال سنوات الحرب تهالكت منظومة الإطفاء في البلاد إلى جانب استيلاء التنظيمات الإرهابية على الكثير من سياراتها ومعداتها، في حين حظي القطاع الصحي الوطني بحصة كبيرة من الدمار خلال سنوات الحرب، إذ بلغت خسائره 12 مليار دولار.

وتحتاج سوريا لإعادة هذا القطاع إلى سابق عهده لتقديم الخدمات التي كان يقدمها للمواطنين، لما يزيد عن مبلغ 25 مليار دولار، حيث كان لدى سوريا 1826 مركزا صحيا، 631 منها خرجت من الخدمة نتيجة الحرب، 89 مشفى خرج 52 منها من الخدمة، 700 سيارة إسعاف وقعت خسارة 350 منها نتيجة النهب أو الاستهداف.

وكانت شهدت سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، اندلاع حرائق واسعة لم تشهدها البلاد من قبل، وذلك في أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص، حيث أتت النيران على نحو 11500 هكتار من الأحراج وغابات السنديان المعمرة والأراضي الزراعية المشجرة بالزيتون والحمضيات، بحسب وزارة الزراعة السورية، قبل تمكّن فرق الإطفاء والدفاع المدني بالتعاون مع الجيش السوري من إخماد الحرائق التي بلغ عددها 156 حريقاً في المحافظات الثلاث.

وتعاني طواقم الإطفاء في مختلف المحافظات السورية ضغطاً هائلاً جراء تهالك التجهيزات والعربات، بعد نحو عشر سنوات من استخدامها المكثف، لتلافي الأضرار المتراكمة التي نجمت عن الأعمال الإرهابية من حرائق وتفجيرات وقذائف صاروخية كانت تنهال على مختلف المناطق السكنية الآمنة.

مناقشة