وفي حين أن الحرائق كانت هائلة بالفعل وأتت على الأخضر واليابس في مناطق واسعة، بيد أن بعض المنشورات والصور التي جرى تداولها لم تكن تعكس الحقيقة في سوريا.
تضمن أحد المنشورات (حُذف من فيسبوك، لكن يمكن مطالعته من هنا) صورة لجبل متقد بالنيران، يعلوه القمر الذي اقترب من البدر وأسفله بحيرة تعكس اللون البرتقالي للحريق، وكتب عليه: "هذه الصورة ليست من فيلم هوليوودي باهظ الكلفة، إنها صورة من أرضي وبلدي سوريا".
لكن الصورة لا ترتبط من قريب أو من بعيد بحرائق سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2020، وسبق تداولها من قبل على منصات التواصل الاجتماعي، وتعود إلى المصور مايكل كاف، الذي التقطها في كاليفورنيا ونشرها عام 2016.
تضمن منشور آخر صورتين، إحداهما لرجل طوارئ يظهر من خلفه حريق هائل، وأخرى لغابات مشتعلة تمام، مع تعليق: "النار بجبالنا والحريق بقلوبنا! اللهم اجعل النار بردا وسلاما".
لكن صورة رجل الإطفاء في الحقيقة، نُشرت على موقع للصور في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، ولا علاقة لها بما جرى في سوريا، إذ تعود لحرائق سيدني الأسترالية العام الماضي. أما صورة الغابات المشتعلة، فتعود للعام 2012، وتتعلق بحريق غابة في إسبانيا.
وشهدت سوريا اندلاع حرائق واسعة لم تشهدها البلاد من قبل، وذلك في أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص، حيث أتت النيران على آلاف الدونمات من الأحراج وغابات السنديان المعمرة والأراضي الزراعية المشجرة بالزيتون والحمضيات وغيرها من المحاصيل التي يعتاش عليها فلاحو تلك المناطق.
وأسفرت عن 3 وفيات وإصابات عديدة في صفوف أهالي القرى بسبب وصول النيران إلى المنازل السكنية، وسط حركة نزوح من قرى ريف القرداحة وجبلة وبانياس التابعة لمحافظة اللاذقية.