تمثال في ألمانيا يتسبب في فتح جرح اليابان وكوريا الجنوبية

تسبب وجود تمثال في ألمانيا بإحداث خلافات سياسية واسعة بين اليابان وكوريا الجنوبية.
Sputnik

أوقفت محكمة برلينية بشكل مؤقت، بحسب ما نشرته شبكة "دويتشه فيله"، خطة إزالة تمثال برونزي يرمز لمعاناة ضحايا الاستعباد الجنسي في كوريا الجنوبية.

وأوضحت الشبكة الألمانية أن التمثال يمكن أن يبقى مبدئيا في مكانه، إلى حين "دراسة كل الحجج التي قدمتها إدارة الحي، وكل الدفوع المقدمة من كل الأطراف حول هذه القضية المعقدة"، بحسب تصريحات شتيفان فون داسل، عمدة منطقة وسط العاصمة في برلين.

كوريا الجنوبية... التحقيق مع برلمانية بسبب "تبرعات نساء المتعة"

يأتي هذا التمثال المثير للجدل عبارة عن مجسم برونزي لشابة تجلس بسكينة على كرسي وترتدي زيا كوريا تقليديا، وعلى رأسها إكليل من الورود وطائر صغير يجلس على كتفها.

خلال الأيام القليلة الماضية تدافع نشطاء للإحاطة بالتمثال الموجود في شارع جانبي من شوارع حي موابيت في منطقة وسط برلين. تجمعوا بأعداد متزايدة للاحتجاج ضد خطة إزالة التمثال. نتيجة للتوتر الدبلوماسي الأخير الذي نشأ عقب إزاحة الستار عن التمثال في 28 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأوضحت "دويتشه فيله" أنه "رغم الهدوء الذي يعكسه التمثال، إلا أنه يتعلق بقضية ساخنة وقديمة تذكر بما جرى خلال الحرب العالمية الثانية. يهدف العمل الفني للفت الانتباه إلى استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب وللتذكير بمعاناة الآلاف من نساء المتعة، اللواتي أجبرن، خلال حرب منطقة آسيا والمحيط الهادئ، على العمل الجنسي".

وتعتبر قضية "نساء المتعة"، مسألة خلافية عميقة بين اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين تراجعت علاقتهما الدبلوماسية خلال السنوات الماضية.

وبعد 10 أيام من تنصيب التمثال، أخطرت سلطات برلين الرابطة الكورية المسؤولة عن التمثال بضرورة هدمه وإزالته.

ولكن اتهم مؤيدو التمثال السلطات المحلية بالرضوخ لضغوط الحكومة اليابانية، وتجمعوا لإبقائه في مكانه، رافعين شعار "كوني شجاعة يا برلين".

وتذكر التقديرات التاريخية أنه ما بين 30 ألف إلى 200 ألف امرأة كورية، أرغمتهن اليابان على ممارسة البغاء، خلال احتلالها شبه الجزيرة الكورية، وتم وضعهن في "محطات المتعة" العسكرية.

في عام 1996 صدر تقرير للأمم المتحدة أكد أن "نساء المتعة" كن "مسترقّات جنسيا" خلال عمل عسكري.

لكن اليابان ترفض هذا التقرير. وفي اتفاقية تعويض بين اليابان وكوريا الجنوبية وقعت في عام 2015، لم يتم التطرق إلى مسألة: هل كان الإجبار على البغاء سياسة اتبعها النظام الياباني حينها؟، وظلت هذه النقطة موضع خلاف بين الدولتين.

وبررت السلطات الألمانية موقفها، بأنها لا تريد أن تدخل في صراع معقد بين دولتين، واعترف فون داسيل لاحقا بأن منطقة وسط برلين اضطرت لمراعاة المصالح الوطنية الألمانية، ومنها العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا واليابان.

اليابان عبرت على لسان سكرتير الحكومة عن غضبها من التمثال، وأضاف السكرتير بأنه سيتواصل مع المسؤولين في العاصمة الألمانية لإزالته.

ولكن قالت ناتالي يونغ هو هان، رئيسة منظمة رابطة كوريا، التي دشنت التمثال للشبكة الألمانية، إنها لا تسعى من خلال التمثال لتشويه سمعة اليابان، بل تسعى لمكافحة العنف الجنسي ضد النساء.

وتابعت بقولها "هذا الأمر (نساء المتعة) عايشته، هذا ما جرى لجدتي في الحرب العالمية الثانية، لقد حدث في وطني الأم، وينبغي أن تكون هذه هي القوة الحقيقية للفن".

واعتبرت الرابطة، خطوة إيقاف إزالة التمثال، بأنها "خطوة" على الطريق الصحيح للنقاش بموضوعية حول أزمة التمثال.

مناقشة