مجتمع

دراما رمضان السورية 2021... انطلاقة مبكرة

عادة ما كانت أعمال البيئة الشامية محط أنظار الأكثرية من الجمهور العربي، وحقق بعضها جماهيرية ساحقة بأبطاله الذين تحولوا إلى شخصيات شعبية، ومن الواضح أن هذه الأعمال ما زالت مرغوبة إنتاجيا وجماهيريا، وما زالت عجلة الإنتاج تدور لتقديم أعمال جديدة غزيرة كما في الموسم القادم.
Sputnik

بعد موسم درامي لم يحقق نجاحا يذكر للدراما السورية في موسم 2020، انطلقت بقوة عجلة إنتاج الدراما السورية في موسمها للعام 2021، حيث دارت مبكرا كاميرا التصوير في العديد من المسلسلات التي كان جزء منها قد تعطل تنفيذه في الموسم الماضي، وبعضها يصور من خلال كونه جزءا متمما لأجزاء قبله، أما البقية فهي لأعمال جديدة تصور خصيصا للموسم الجديد، وحسب نشاط شركات الإنتاج وما صرّحت به، فإن هذا الموسم سيحقق على مستوى الحجم الكمي ما يفوق إنتاجات الموسم الماضي التي لم تتجاوز في مجملها العشرة أعمال، وذلك حسب منشور للدراما السورية على فيسبوك.

اللافت أن حصيلة هذا العام من أعمال البيئة الشامية ستكون بشكل مبدئي في حدود العشرة، وهو رقم لم يسبق أن حققته الدراما السورية عبر تاريخها الإنتاجي، أي منذ بدايات تسعينات القرن العشرين، حين تم تنفيذ المسلسل الشهير "أيام شامية" في العام 1992 الذي يعتبر جذر نشوء أعمال البيئة الشامية.

أول هذه الأعمال هو "باب الحارة"  في جزئه الحادي عشر، وهو أطول مسلسل درامي عربي على الإطلاق، حيث تجاوزت حلقاته السابقة الـ300،  ومسلسل "سوق الحرير" بجزئه الثاني، استفاد من الانتقادات التي وجهت لدراما البيئة الشامية ووضع خارطة أحداث مختلفة تحاكي فترة أواسط القرن العشرين والانفتاح الفني والثقافي الذي كانت تشهده سوريا عامة ودمشق خاصة في تلك الفترة والحراك الاجتماعي والثقافي الموجود فيها، وكذلك مخطّط أن ينتج مسلسل "بروكار" الجزء الثاني.

أما بالنسبة للأعمال الجديدة، مسلسل "حارة القبة" وسيعرض العمل مجموعة من القصص والروايات التي كانت تحدث في دمشق في الفترة التي كان مسرحها أحداث الشام زمن معركة السفربرلك والمنعكسات الاجتماعية والسياسية التي عاشها الناس حينها.

أما مسلسل "الكندوش"، وهو أول عمل يكتبه الفنان الشهير حسام تحسين بيك ويخرجه سمير حسين في أول تجاربه في البيئة الشامية بعد ظهوره الناجح العديد من المرات في الجانب الاجتماعي، فهو عمل طويل على ستين حلقة، وهو كما يقول مؤلفه حسام تحسين بيك: "مختلف تماما عن كل ما سبق تقديمه في البيئة الشامية وسيعكس الصورة الحقيقية لأهل الشام في حقبة الاحتلال العثماني". وسيقدم البطولة فيه كل من أيمن زيدان وعبد الهادي الصباغ وأيمن رضا.

وبدوره سيكون مسلسل "عرس الحارة" تدور أحداثه في إطار من الحكايات الاعتيادية التي تقدّم في أعمال البيئة الشامية مع ربط ذلك مع البيئة اللبنانية، حيث ستحضر بعض ملامح الحياة اللبنانية فيه. وسوف يصوّر بين سوريا ولبنان ويعمل فيه فنانون من البلدين.

ومسلسل "جوقة عزيزة"، يستعرض أجواء دمشقية في نسيج روائي اعتيادي، تتصارع فيه قوى الخير والشر. ويشارك في التمثيل فيه العديد من الفنانين السوريين.

في حين أن مسلسل "ولاد سلطان"، تجربة جديدة تدخل مضمار أعمال البيئة الشامية (يقدّم مجموعة من الحكايات الشعبية التي تدور أحداثها في أحياء دمشق). ويبقى في خطط إنتاج الموسم الحالي عملان ما زالا في مرحلة التحضير النهائي، وهما "العربجي"، وكذلك "الحرملك" في جزئه الثالث.

وبذلك يكون الموسم الحالي للدراما السورية قد خطط لإنتاج عشرة أعمال في البيئة الشامية، ومن شبه المؤكد أن العدد سيزيد في قادم الأيام، ذلك أن عددا من النصوص قيد التحضير وكذلك خطط الإنتاج.

وهو ما يعني أن الموسم الدرامي السوري القادم سيعرف طفرة كمية قد تشمل كل الأنماط الفنية. ليبقى السؤال الأهم، هل سيشهد هذا الكم الهائل من الأعمال المرتقبة تطورا في المحتوى والجوهر، بحيث يجد المواطن السوري نفسه في مسلسلات يفترض أنها تحكي عنه فيتفاعل معها بالشكل المطلوب؟.

مناقشة