وبحسب فرانس برس توافد عشرات المحتجين من منتسبي ومؤيدي "الحشد الشعبي"، أمام مقر الحزب "الديمقراطي الكردستاني" في بغداد.
واقتحم المحتجون مقر الحزب، وأضرموا النار فيه، ثم رفعوا علم "الحشد الشعبي" فوقه، على الرغم من وجود العشرات من القوات الأمنية التي تواجدت لحمايته.
وحسب تعبير فرانس برس ففي وسط أعمدة من الدخان الأسود، لوح المتظاهرون بأعلام الحشد وكذلك صور الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد السابق أبو مهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أمريكية في بداية العام الجاري.
وأقدم المحتجون أيضاً على حرق العلم الكردي، وكذلك صور مسعود بارزاني رئيس الحزب، وهوشيار زيباري المسؤول التنفيذي الأول للحزب الديمقراطي الكردستاني، وفقاً لما نقلته وكالة "فرانس برس".
وكان زيباري قد دعا في مقابلة تلفزيونية، إلى "تنظيف المنطقة الخضراء من فصائل الحشد الشعبي"، بسبب تكرار الهجمات على البعثات الدبلوماسية.
وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بيان لـ"أنصار ومحبي الحشد الشعبي" تناقلته مواقع إخبارية محلّية، دعا إلى تظاهرة حاشدة أمام مقر الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، تنديداً بتصريحات زيباري التي وصفوها بـ"المسيئة".
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، دانت فيان صبري رئيسة كتلة الحزب في مجلس النواب الحادثة. وقالت إن "ثقافة الحرق والسحل ما زالت موجودة لدى البعض"، مشيرة إلى أنه "بالفعل كان هناك حرق سفارات وحوادث مماثلة غيرها".
وأضافت: "هذه ليست تظاهرة، لأن التظاهر يجب أن يكون سلمياً وفق الدستور"، محملة "فصائل غير منضبطة بالوقوف وراء هذه الأعمال"، من دون ذكر تفاصيل.
واتهمت قوات مكافحة الإرهاب في كردستان الحشد بإطلاق صواريخ على مطار أربيل حيث يتمركز جنود أمريكيون في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
وفي نهاية شهر آب/أغسطس، اقتحم محتجون يرفعون رايات الحشد محطة تلفزيونية تابعة لسياسي سني لبثها برنامجًا احتفاليًا في يوم عاشوراء، أكثر الأيام قدسية لدى الشيعة.
من جهته أدان نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، اليوم السبت، عملية إحراق مقر فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد وقيام غاضبين بحرق علم الإقليم وصور الرموز الكردية ورفع علم الحشد الشعبي على المبنى.
وقال بارزاني في بيان صحفي: "تلك الهجمة تعد عملاً تخريبياً ومهاجمة مقر حزب ساهم في إسقاط الدكتاتورية في العراق"
وأضاف أن"قوات البيشمركة والحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية سطرت تاريخاً مشتركاً جديداً في الحرب علی داعش، ونأمل أن تؤدي هذه الشراكة إلى المزيد من التعاون السياسي في سبيل إنقاذ كل شعب العراق من الأوضاع المتدهورة التي يعاني منها".
وأكد أنه "لا ينبغي لأي تصريحات أو سجالات في أي مجال أن تخرب هذه الشراكة الجديدة بين قوميات ومكونات العراق الجديد، ويجب أن تستخدم كافة الأطراف الشراكة النضالية الماضية في مساعدة الحكومة الاتحادية العراقية على إقامة إدارة أفضل تخدم شعب العراق".
ودعا بارزاني جميع الأطراف إلى" التعامل بهدوء مع هذه الحادثة، وأن تباشر المؤسسات المعنية في الحكومة العراقية بالتحقيقات والإجراءات القانونية بصورة جدية وبسرعة وتقدم المخربين للقانون".
وأعلنت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي إدانتها الشديدة لحرق علم إقليم كردستان العراق في بغداد اليوم السبت.
وأكدت الكتلة في بيان صحفي أن "حرق علم الإقليم يمثل إعتداءاً و إهانة لجميع أبناء الشعب الكردي، ولا يمثل حزبا أو طائفة، بل يمثل رمز شعبٍ بكامله دستورياً، والاعتداء عليه يشكل تهديداً للسلم الأهلي و وحدة العراق و شعبه".