وكتب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي روبرت اوبراين في تغريدة أنّ "الولايات المتحدة اقترحت تمديداً لمعاهدة نيو ستارت لعام واحد في مقابل تجميد الرؤوس النووية للولايات المتحدة وروسيا خلال هذه الفترة".
وازدادت حدة التوتر على مدى شهور بشأن مصير المعاهدة، التي تحد عدد الرؤوس النووية التي بإمكان واشنطن وموسكو امتلاكها وتنقضي مهلتها في الخامس من فبراير 2021.
تعليقًا على ذلك، قال الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الروسية فؤاد خشيش، إن :"رفض واشنطن للمقترح الروسي بتمديد معاهدة ستارت يأتي متسقًا مع نهج ترامب المعادي لكل الاتفاقيات والمنظمات الدولية، وهذا مؤشر أيضًا على وجود توتر بين موسكو وواشنطن ما قد يفرض حالة جديدة من سباق التسلح ويفرض المزيد من التحديات نظرا للفرق بين ميزانية التسلح بين الدولتين".
وتابع خشيش في حديثه مع "راديو سبوتنيك"، قائلًا:"رفض واشنطن للمقترح الروسي في هذا التوقيت له علاقة أيضا باقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، حيث يريد ترامب دخول البيت الأبيض محملًا بملفات، قد تمكنه -على حد رؤيته- من الضغط على روسيا والصين وإيران".
اختبار تركيا لمنظمة "اس-400"
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جوناثان هوفمان، إن البنتاغون "على علم بالتقارير حول اختبار محتمل من قبل تركيا لنظام الدفاع الجوي (الروسي)، محذرا في الوقت نفسه من عواقب وخيمة على العلاقات الأمنية بين البلدين حال تفعيل أنقرة للنظام.
وأوضح في بيان "إن تشغيل نظام الاس 400 لا يتناسب مع التزامات تركيا كحليف المتحدة وحلف شمال الأطلنطي، مؤكدا اعتراض واشنطن على شراء تركيا للنظام، معربا عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بأن تركيا تقوم بتشغيله
تعليقًا على ذلك، فراس رضوان اوغلو المحلل السياسي، إن :"تركيا لم تصغ إلى تحذيرات البنتاغون من تفعيل منظومة الصواريخ الروسية، نظرًا لأن هذا الملف يعد من الشؤون الداخلية التركية ويمس السيادة الوطنية بشكل مباشر، بالإضافة إلى أنه من الطبيعي عند شراء أي دولة في العالم لسلاح جديد أن تجري عليه التجارب للتأكد من فاعليته".
وتوقع أوغلو بدء نقاش حاد بين أنقرة و واشنطن حول منظومة إس 400 وتأثيراتها على حلف الناتو، رغم أن تفعيل المنظومة الأن ليس شاملًا بل يدخل في إطار التجربة، ويحمل رسالة إلى الاتحاد الأوروبي وتحديدًا فرنسا بشأن الخلاف الواقع في شرق المتوسط، وفق قوله.
جونسون واتفاق بريكست
أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بريطانيا مستعدة لتنفيذ بريكست بدون اتفاق ما لم يحصل تغير جوهري في النهج الأوروبي.
وقال جونسون للتلفزيون البريطاني أن " قادة أوروبا تخلوا عن فكرة اتفاق التبادل الحر ولم يطرأ أي تقدم من جانب بروكسل، قائلا " تعالوا إلينا عند حصول تغير جوهري في النهج وإلا يناسبنا جداً البحث في التفاصيل العملية" للخروج من دون اتفاق تجاري.
ويأتي تحرك جونسون بعد خلاف نشب بسبب بيان صادر عن قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، في هذا الصدد.
وطلب القادة الأوروبيون من بريطانيا، تقديم تنازلات حول قواعد التجارة المنصفة لكسر جمود مفاوضات ما بعد بريكست، الأمر الذي أثار غضبا في لندن ويهدد مصير المحادثات.
في هذا الصدد، قال الباحث في الشؤون الاقتصادية الدكتورمحمد حيدر، إن "الوضع الحالي في بريطانيا وأوروبا لا يساعد على تحقيق تقدم في التفاوض بين الجانبين خاصة في ظل استمرار أجواء كورونا، مع العلم أن الأمور كانت معقدة بشكل كبير حتى قبل انتشار الجائحة ".
واعتبر حيدر أن الحقوق الأوروبية في المياه البريطانية سبب التصعيد الحالي بين الجانبين ما دفع جونسون للتهديد بالخروج من الاتحاد البريطاني دون اتفاق، لكن على جانب أخر فإن الخروج بهذه الطريقة سيعرض صيادين أوروبا ورجال أعمال بريطانيا لمخاطر اقتصادية كبيرة، فضلًا عن وجود عدد كبير من الخلافات الأخرى.
للمزيد تابعوا حلقة بين السطور لهذا اليوم في التسجيل الصوتي.