وأفاد مراسل "سبوتنيك" في محافظة الحسكة أن مجموعة كبيرة من مسلحي ميليشيا "قوات الاسايش"، الذراع الأمني لتنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي، اقتحموا اليوم الاثنين (19 تشرين الأول/ أكتوبر)، مجمعا سكنيا يضم عددا كبير من المدنيين وعائلاتهم، في محاولة للاستيلاء عليه، ومنحه لعناصرهم بذريعة أن المبنى مساكن حكومية عامة يتبع للدولة السورية.
ويطل المجمع السكني بشكل كاشف على مبنى السجن الذي يتخذه الجيش الأمريكي مقرا لمسلحي "داعش"، ويمكن لسكانه معاينة عمليات نقل المسلحين وترحيلهم وغير ذلك من العمليات التي تجريها القوات الأمريكية في السجن.
وتابع المراسل بأن مسلحي "الاسايش" هددوا سكان مجمع (مساكن الشرطة) أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، وطالبوهم بإخلاء المنازل وتسليمها لهم، تمهيدا للاستيلاء عليها ونقل عوائلهم إليها.
وقال "صالح" الذي يسكن إحدى شقق المجمع لـ "سبوتنيك" بان البناء السكني المستهدف، يقع جنوبي حي غويران، في الجهة المقابلة لمبنى السحن المركزي الذي يتخذه جيش الاحتلال الأمريكي ومسلحين موالين له في تنظيم "قسد"، معتقلاً كبيراً لمسلحي تنظيم "داعش " الإرهابي، وهو من أملاك قيادة شرطة محافظة الحسكة.
وأوضح بأن قوات "الاسايش" اقتحمت البناء يوم أمس الأحد وقامت باعتقال 11 عنصرا من الشرطة الحكومية من سكان البناء، وقامت باقتيادهم إلى ما يسمى "مركز العلاقات العسكرية" التابع لتنظيم"قسد"،وتهدديهم بقتلهم إذا لم يخرجوا من البناء، مؤكدة لهم بأن هذه تعليمات مباشرة من جيش الاحتلال الأمريكي.
وأضاف "صالح" بأن قوات "الاسايش " الذراع الأمني لتنظيم "قسد" اقتحمت البناء صباح اليوم الاثنين وقامت بمحاصرة البناء ونشر أكثر من 30 عنصراً على مدخله وسطح البناء، استعداداً لإفراغ السكان منه والاستيلاء عليه.
وتابع صالح بان عدد العوائل التي تسكن في البناء يبلغ 24 عائلة، وهم يسكنون في البناء منذ أكثر من عشر سنوات، وبعضهم منذ خمسة سنوات، وهم من عناصر قيادة شرطة محافظة الحسكة، مضيفاً بأنهم مع عوائلهم تصدوا لقوات " الاسايش " في محاولتها لاقتحام المبنى قبل عدة أيام، معتبراُ بان هذا العمل غير إنساني وغير أخلاقي، خصوصاً بأنهم من ذوو الدخل المحدود وفي ظل ارتفاع أجارات المنازل و قلتها، ما يجعلهم مهددين بالتشرد.
يذكر أن الأبنية السكنية التي تتبع للدولة السورية في محافظة الحسكة، يشملها اتفاق سابق بين قيادة "الوحدات الكردية" والجيش العربي السوري والذي تم برعاية روسية في قاعدة حميميم في نهاية عام 2016، والذي نص على عدم المساس و الاقتراب من المساكن التي تتبع الدولة.
وكانت مجموعات مسلحة من تنظيم "قسد" اقتحمت عدد من الأبنية السكنية يوم الخميس الماضي، في حي السكن الشبابي (حي الزهور) بمدينة الحسكة، واستولت بقوة السلاح على عدد من المنازل بعد طرد القاطنين فيها واختطاف عدد من السكان بينهم نساء واقتيادهم إلى جهات مجهولة.