نجح الحريري بالعودة إلى موقعه المفضل بالرغم من المحاولات والجهود الحثيثة منه لإعادة طرح نفسه كمنقذ تجلى ذلك من خلال فرصة العودة إلى السراي الحكومي عبر حرق العديد من الأسماء المرشحة ووصولا إلى استخدامه شعارات الانتفاضة واستعداده للتضحية من أجل الناس مسوقا لفكرة وشروط محددة لتسلمه الحكومة.
عاش الحريري تخبطا كبيرا بعد نجاح القوى الأخرى بتشكيل الحكومة وخطف الكرسي من تحته لكن عجز دياب وانفجار مرفأ بيروت أعاد الأمل له، معلنا أنه غير مرشح لرئاسة الحكومة، لكنه ضمنا كان بأمس الحاجة إليها وتجلى ذلك من خلال ترشيح نفسه مجددا.
يعود الحريري مع وعود شبه خيالية جديدة قديمة بتعهده بتفيذ إصلاحات إقتصادية ومالية في الدولة تبعا لما يطالب به المجتمع الدولي، وهو العاجز عن تحقيق إجماع على تكليفه، فكيف سينجح بالمهمة الشبه مستحيلة نظرا لشروط الحلفاء قبل الأخصام فيما يتعلق بتسمية الوزراء وحصص الأحزاب لإعادة التقاسم بين بعضهم البعض وفي حال ولدت ستصيب اللبنانيين بخيبات أمل جديدة لا مفر منها.
وأخيرا يقول ألبرت أينشتاين "الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين، بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة"، وفي لبنان مصطلح سائد وهو "راوح مكانك" الذي ينتج خيبات الأمل للبنانيين على مر السنين.
المقال يعبرعن رأي كاتبه