العراقيون يجددون ثورتهم الكبرى في الذكرى الأولى لانطلاقها..فيديو

صدحت  أهزوجة "فوق صوتك يا وطن لا يعلى صوت" ساحات الاعتصام وهي تستقبل آلاف الشباب والعائلات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لإنطلاق "ثورة تشرين" في عام 2019، رفعوا بها سقف مطالبهم مع صور ضحايا المجازر الجماعية التي رافق قمع الاحتجاجات في عهد الحكومة السابقة.
Sputnik

وتوافدت حشود هائلة من المتظاهرين الشباب والفتيات والعائلات، منذ مساء يوم أمس السبت، إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، قرب نصب الحرية للفنان الراحل جواد سليم، قبالة جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي أغلقت جميع منافذها حيث تتخذها الحكومة الاتحادية مقر لها، وسط تشديد وانتشار أمني.

ومنذ ساعات الصباح الأولى استقبل نفق التحرير حشود المد الطلابي من آلاف الطلاب والطالبات للمشاركة في تجديد الثورة الشعبية وإحياء الذكرى السنوي الأولى لها، ومضي عام على فقدانهم زملائهم وأصدقائهم الذين قتلوا إثر الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع وعمليات الاختطاف والطعن بالسكاكين بعد مشاركتهم في احتجاجات أكتوبر العام الماضي.

وانظم الطلاب إلى المتظاهرين الذين وصلوا إلى التحرير منذ مساء أمس وأوقدوا الشموع نورا قرب صور ضحايا الثورة تخليدا لتضحيتهم من أجل المطالب التي تمكنوا فيها من إقالة الحكومة السابقة وحل مجالس المحافظات.

وتجددت التظاهرات الشعبية في محافظات الوسط والجنوب اليوم لاسيما في البصرة وذي قار والنجف، منذ ساعات الصباح الأولى، وسط إغلاق للطرق وشبه حظر للتجوال غير المعلن.

ويقول الإعلامي والناشط البارز، حسن رحم في تصريح لمراسلتنا، اليوم، إن تظاهرات تشرين الأول 2020، هي إكمالا لأكتوبر العام الماضي التي خرجت بمطالب مهمة لكن بعد الأحداث التي رافقت قمع المحتجين بأسلحة القنص والقتل الجماعي، أضيف طلب هو إقالة الحكومة ومحاكمة قتلة المتظاهرين، والمطالبة  بانتخابات مبكرة وقانون انتخاب عادل، ونزع السلاح المنفلت ومحاسبة الفاسدين.

وأضاف رحم "حققنا جزءا من المطالب وعلى رأسها إقالة رئيس الحكومة السابقة عادل عبد المهدي، لكن هناك عدة مطالب لم تحقق حتى الآن ومنها محاسبة القتلة".

وينوه الإعلامي والناشط وأحد أبرز المشاركين في التظاهرات، في ختام حديثه إلى أن ثورة تشرين حققت للشباب العراقي وعي وشعور حقيقي بالانتماء للوطن.

ضحايا 

رفع المتظاهرون في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب لاسيما في النجف والبصرة وذي قار، اليوم في ذكرى الانتفاضة الشعبية، صور الضحايا الذين قتلوا إثر استخدام قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي وقنابل الغاز التي اخترقت الجماجم في قمع الثورة عند انطلاقها مطلع أكتوبر العام الماضي.

وكشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي في تصريح لمراسلتنا، اليوم، أن العدد الكلي المتظاهرين الذين قتلوا في الاحتجاجات ارتفع إلى 560 قتيلا، فيما وصل عدد عمليات الاغتيال التي تطال الناشطين والمحتجين والإعلاميين إلى 64 عملية منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن.

وأضاف البياتي :"أما عدد المتظاهرين الذين أصيبوا بجروح واختناق في قمع التظاهرات في أكتوبر العام الماضي ومطلع الجاري، وصل إلى 24688 إصابة من بينهم إصاباتهم خطرة كانت".

وأكمل :"أما عدد المتظاهرين الذين تعرضوا للاعتقال فقد بلغ 2827 معتقلا أطلق سراح 2796 منهم، والمتبقي منهم في المعتقلات هم 30 معتقلا من مختلف ساحات التظاهرات في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد".

ويقول البياتي :"إن الانتهاكات كانت جسيمة وقرار الحكومة بتعويض المتظاهرين عن طريق مؤسسة الشهداء، عبر قانون خاص بتعويض ضحايا الإرهاب وأخطاء العمليات العسكرية دليل على أنها قناعة أن العمليات كانت لا تختلف عن الإرهاب أو أن هناك عمليات عسكرية حتى لو كانت من باب أخطاء".

وأكد عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، أن الانتهاكات التي طالت المتظاهرين هي انتهاكات حكومية ضد مدنيين.

وشهدت محافظات الوسط والجنوب العراقي، والعاصمة بغداد، تظاهرات حاشدة منذ أكتوبر العام الماضي، وحتى الآن مستمرة في ساحة التحرير وسط العاصمة، ضد البطالة وتردي الخدمات والفساد المستشري في دوائر الدولة والأحزاب، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات ومحاسبة المتورطين بقتل المتظاهرين وكشف مصير المغيبين قسرياً وإطلاق سراح معتقلي الرأي.

العالم العربيالأخبار
مناقشة