وخلال قداس الأحد الأسبوعي، وجه البطريرك التهنئة للحريري بتكليفه بالحكومة وحثه على إعادة بناء العاصمة المدمرة بيروت بعد الانفجار الهائل الذي وقع في الميناء في أغسطس/ آب وأودي بحياة قرابة 200، بحسب موقع "القوات اللبنانية".
وانتقد الراعي الزعماء السياسيين لتأخيرهم محادثات تشكيل الحكومة وحملهم مسؤولية الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الذي دفع بكثيرين من اللبنانيين في هاوية الفقر. ويرأس الراعي كنيسة الطائفة المارونية التي يتعين أن يكون منها رئيس الدولة وفق نظام المحاصصة الطائفية.
وقال البطريرك للحريري: "تخطى أيها الرئيس المكلف شروط الفئات السياسية وشروطهم المضادة وتجنب مستنقع المصالح والمحاصصة وشهية السياسيين والطائفيين".
وأضاف: "نقول لك... احذر الاتفاقيات الثنائية السرية والوعود فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة".
ويوم الخميس، تم تكليف السياسي السني المخضرم بتشكيل الحكومة للمرة الرابعة بعد مرور عام على استقالته تحت ضغط احتجاجات شعبية على النخبة الحاكمة.
ووعد الحريري بتشكيل حكومة من الاختصاصيين لإجراء الإصلاحات الواردة في مبادرة فرنسية هدفها فتح الباب أمام المساعدات الأجنبية. وعطلت الخلافات السياسية التي اتسمت بها آخر فترة شغل الحريري المنصب خلالها اتفاقا على تشكيل حكومة جديدة لأسابيع.
ويواجه الحريري تحديات كبيرة في الحصول على الموافقة على التشكيل الوزاري بسبب نظام المحاصصة الطائفية في لبنان. ويتعين على الحكومة حسم قائمة من المشاكل من بينها أزمة مصرفية وانهيار قيمة العملة.
وفي حديثه للحريري مضى البطريرك يقول "لا تضع وراء ظهرك المسيحيين".
ولم تسم الحريري لتشكيل الحكومة كتلتان مسيحيتان كبيرتان هما التيار الوطني الحر الذي يتزعمه زوج ابنة الرئيس ميشال عون وحزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه منافس عون خلال الحرب الأهلية.
كما دعا الراعي الحريري إلى العمل مع عون لضمان إحياء المبادرة الفرنسية لمساعدة لبنان ونجاح محادثات لبنان مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها.
وكرر البطريرك مطالبته "بالحياد" للبنان في نزاعات المنطقة في إشارة يُفهم منها على نطاق واسع أنها إلى جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران.