يتخوف التجار ورجال الأعمال في فرنسا من أزمة شديدة قد تعصف بأعمالهم وشركاتهم، خصوصا مع دخول العالم الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد من جهة، لتتبعها مشكلة أخرى، متعلقة بالعالم الإسلامي، الذي يطالب بمقاطعة البضائع الفرنسية، على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون.
واعتبرت صحيفة "novethic" الفرنسية، أن هذه الدعوات ما هي إلا إعلان عن"الانهيار التام للاقتصاد"، الذي يحدث خلال الإغلاق الثاني للبلاد.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية، حيث قال محذرا: "مهما كان مستوى المساعدات الحكومية، سيكون هناك الكثير من حالات الإفلاس، خاصة بين 33 ألف شركة في قطاع التجارة والتي تقوم بمعظم أنشطتها بين 1 نوفمبر/ تشرين الثاني و 15 ديسمبر/ كانون الأول".
الملابس والمطاعم مهددة
نوهت الصحيفة إلى أن قطاعي المطاعم والملابس كانا قد وصلا إلى حافة الانهيار أثناء الإغلاق الأول، لكن الإغلاق الثاني "سيمثل منعطفا"، خصوصا لشركات الملابس التي "ستشهد كارثة بالفعل".
وطرحت الصحيفة عدة أمثلة للانهيار الحاصل لدى هذه الشركات، حيث وضعت شركات "Camaïeu" و"La Halle" و"André" و"un Jour Ailleurs" تحت الحراسة القضائية، فيما أعلنت شركة "Célio" تسريح حوالي 100 عامل وإغلاق 383 وظيفة.
أما السياحة، فهي الأخرى تشهد مشكلة حقيقية، ويحذر سيلين أوزيورت، الخبير الاقتصادي في شركة "أويلر هيرميس" في العاصمة باريس: "بالنسبة للقطاعات التي تراجعت بالفعل مثل الثقافة والسياحة، يمكن أن تكون هذه ضربة قاتلة".
شعور بالظلم لدى التجار
يسود شعور بالظلم بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والتجار، حيث اعتبر ليونيل ساوج، نائب رئيس اتحاد تجار فرنسا والاتحاد الفرنسي لجمعيات التجار، أن ما يحدث "ضربة" للتجار، وأكد مخاوفه قائلا: "إذا تمت إدارة هذا الحجر الثاني بشكل سيئ، فقد يكون قاتلاً للعديد من المتداولين الذين سيصطدمون بجدار من الديون".
دعوات للمقاطعة
وشهد العالم الإسلامي دعوات واسعة لمقاطعة البضائع الفرنسية، كان أبرزها دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث دعا إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، متقدماً الدول الإسلامية التي أعربت عن غضبها المتزايد حيال ماكرون.
وتُرجم تصعيد التوتر بين تركيا وفرنسا باستدعاء باريس سفيرها لدى أنقرة السبت الماضي للتشاور.
واندلعت الأزمة الأخيرة بعد تأكيد ماكرون تمسك بلاده بمبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، خلال مراسم تكريم أقيمت للمدرس صامويل باتي، الذي قتل بقطع الرأس، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بيد روسي شيشاني إسلامي متشدّد ذبح أستاذ التاريخ، لأنه عرض هذه الرسوم على تلامذته في المدرسة خلال درس عن حرية التعبير.