بدأ ميخائيل كلاشينكوف تطوير بندقية آلية للجيش السوفيتي في عام 1945 وشارك في مسابقة إنشاء البندقية الرشاشة، وقررت لجنة التحكيم تقديم البندقية التي صممها إلى الجيش في عام 1947 وأصبحت تحمل اسم "إيه كيه - 47".
وتعد تلك البندقية واحدة من أخطر البنادق الهجومية في العالم، ويصنفها الخبراء بـ"البندقية الأسطورية" التي غيرت قواعد الاقتحام في المعارك البرية، لأنها تمنح الجنود قوة نيرانية هائلة، رغم خفة وزنها، وهو ما جعلها مكونا أساسيا في تسليح جيوش أكثر من 100 دولة.
ولد ميخائيل كلاشينكوف في قرية ألتاي في 10 نوفمبر 1919، وفي 1930 انتقل إلى قرية تومسك وبدأ يهتم بالتكنولوجيا ودرس جميع أنواع الأجهزة والآليات.
بدأ كلاشينكوف بالعمل في إحدى المصنع ثم تم تجنيده في الجيش الأحمر حيث حصل على تخصص سائق دبابة، وفي أكتوبر 1941، بالقرب من بريانسك، أصيب ميخائيل تيموفيفيتش بجروح خطيرة، وخلال وجوده في المستشفى، فكر في إنشاء نموذج خاص به من الأسلحة الصغيرة وهي بندقية "كلاشينكوف" التي أصبحت الأكثر شعبية في العالم.
وخلال رحلة العلاج اهتم بابتكار ما يفيد المقاتلين فاخترع في البداية مسدسا رشاشا. وفي عام 1945 شارك في مسابقة إنشاء البندقية الآلية وقررت لجنة التحكيم تقديم رشاش كلاشنيكوف "إيه كيه - 47" إلى الجيش.
وحاز ميخائيل كلاشينكوف على لقب "بطل الاتحاد السوفيتي" ولقب "بطل العمل الاشتراكي" مرتين وترقى إلى رتبة لواء في الجيش، ويحمل شهادة دكتوراه في العلوم التقنية وتم إدراج اختراعه في قائمة الاختراعات البارزة في القرن العشرين.
وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول 2013، ووري جثمانه الثرى في المقبرة التذكارية العسكرية الفدرالية في ضواحي موسكو بحسب ما ذكره موقع "RT" بمراسم تشييع مهيبة حضرها الرئيس فلاديمير بوتين وكبار الشخصيات العسكرية والمدنية.
بندقية كلاشينكوف أعظم إنجازاته
تقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية: "إن القوة التي كان يظهرها المقاتلون الروس، تكمن في اعتمادهم على تلك البندقية الخارقة"، التي تم إنتاجها في البداية لصالح جيش الاتحاد السوفيتي، وتم تصديرها على نطاق واسع للعالم، لتصبح البندقية رقم 1 في غالبية جيوش العالم، باستثناء خصوم روسيا".
وتتميز بندقية كلاشينكوف "إيه كيه - 47" بسهولة إنتاجها، وسهولة الاستخدام، إضافة إلى كفاءتها العالية في ميادين القتال، وهو ما يجعلها بندقية ذات فاعلية قتالية عالية.
وتقول المجلة: "إن تلك البندقية لها تاريخ طويل من الإنجازات في ميادين القتال، التي اندلعت خلال العقود الماضية، في غالبية مناطق العالم تقريبا، حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من أي معركة حربية في العصر الحديث".
وتعد هذه البندقية والنماذج المعدلة منها من أكثر الأسلحة النارية الفردية انتشارا في العالم، وتم إنتاج أكثر من 70 مليون قطعة من مختلف نماذجها خلال العقود الماضية.
وبعد إنتاج البندقية عام 1947، في الاتحاد السوفيتي أصبحت أحد أسرار الدولة حتى عام 1953، عندما حصلت "سي آي إيه" على رسم توضيحي للبندقية من أحد عملائها.
ففي أبريل/ نيسان عام 1953، حصلت الوكالة الاستخباراتية الأمريكية على أول رسم توضيحي لأفضل بندقية تم إنتاجها في القرن العشرين.
وتقول مجلة "بوبيلر ميكانيكز" الأمريكية: "رغم السرية التي تم فرضها على بندقية كلاشنيكوف في السنوات الأولى لإنتاجها، إلا أنها أصبحت، خلال 20 عاما من إنتاجها، البندقية الهجومية الأكثر انتشارا حول العالم".
ويصل عدد الدول، التي تستخدم البندقية إلى أكثر من 100 دولة، وكان استخدام البندقية في بداية الأمر مقصورا على جنود المشاة المحترفين، ولم يكن يسمح للجنود الجدد باستخدامها.