وقادت الهدنة، التي أُعلنت أمس الثلاثاء، إلى إنهاء معارك استمرت ستة أسابيع وشكلت أسوأ تصعيد للصراع في الجيب الجبلي منذ عقود، لكن أذربيجان احتفت بالاتفاق باعتباره "تاريخيا".
وفي العاصمة يريفان، تظاهر آلاف الأرمينيين مطالبين بتنحي باشينيان، ونظم المئات مسيرة إلى البرلمان وهم يهتفون بشعارات تصفه بالخائن وتطالب برحيله، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وقال باشينيان، إنه لم يكن أمامه خيار سوى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لمنع تكبد المزيد من الخسائر على الأرض. وأضاف أنه يتحمل المسؤولية شخصيا عن تلك الانتكاسات لكنه رفض المطالبات بالتنحي.
وأعلن البرلمان أنه سيعقد جلسة خاصة مساء اليوم الأربعاء لمناقشة مطالبات المحتجين بإقالته لكن الجلسة لم تعقد لعدم اكتمال النصاب القانوني في البرلمان الذي يهيمن عليه أنصار باشينيان.
ودعا قادة المعارضة المحتجين المحتشدين خارج البرلمان للمغادرة ووعدوا بإطلاعهم على خططهم المستقبلية غدا الخميس.
وقال باشينيان إنه وقع على الاتفاق تحت ضغط من جيش بلاده وقال زعيم إقليم ناغورنو قره باغ إن المعارك وصلت إلى حد المخاطرة بأن أذربيجان ستسيطر على الإقليم بالكامل بعد أن استولت على ثاني كبرى المدن.
وأنهى وقف إطلاق النار الأعمال العسكرية في الإقليم وفي محيطه، وهو إقليم جبلي يعتبره القانون الدولي جزءا من أراضي أذربيجان لكن يقطنه الأرمن. وطبقا للاتفاق يتم نشر 2000 جندي روسي من قوات حفظ السلام في الإقليم.
وعلى الرغم من إشادة أذربيجان بالاتفاق الذي اعتبرته نصرا، يشعر بعض مواطنيها بالإحباط من أن قوات بلادهم توقفت عن القتال قبل استعادة السيطرة على ناغورني قره باغ بالكامل، بينما أبدى آخرون قلقهم من وصول قوات لحفظ السلام من روسيا التي هيمنت على المنطقة في العهد السوفيتي.