وضعت فرنسا نصبا تذكاريا خاصا بالطفل بعد عمليات بحث وتقصي كبيرة للوصول إلى البيانات والملفات القديمة التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، حيث أكدت صحة أسطورته وبطولته التي تناقلتها الأجيال.
أصغر عميل سري في العالم
عمل والد الطفل يوجين بينتي، المعروف باسم آتوس، كأحد أبطال المقومة الفرنسية ضد النازية، حيث أشرف على شبكة من المقاومين من مزرعته في إحدى قرى منطقة إكسي سور فيين.
ونفذ الطفل دور العميل السري حيث قام بتنفيذ عمليات إيصال الرسائل السرية إلى الشبكة الكبيرة من المقاومين في المزارع والمناطق المجاورة.
وبحسب صحيفة "بي بي سي" فقد فاجأ مارسيل (الطفل المكرم) الناس بذاكرته "المذهلة" وكان مؤتمنًا على توصيل رسائل لقادة المقاومة والتي أخفاها تحت قميصه.
قال مارك بينتي، حفيد والد مارسيل: إن الطفل نفذ مهماته مع "حقيبة مدرسته على ظهره لذلك لم يثير الشكوك"، وأضاف "لقد فهم (الطفل) كل شيء دفعة واحدة".
وقال إن مارسيل كان "سعيدًا بقضاء الوقت في الغابة مع مقاتلي المقاومة الفرنسية، المعروفين باسم المكييسارد، والتعرف على أساليبهم السرية".
واستضاف يوجين (أب الطفل) وزوجته بول وأطفالهم الخمسة اجتماعات سرية في مزرعة مع مقاتلي المقاومة، حيث قاموا بإحدى المرات بإخفاء جندي مظلي بريطاني في الدور العلوي، وكان منزل العائلة كخلية نحل نشيطة في الليل.
توفي البطل الصغير المكرم أثناء قيامه بإيصال رسالة سرية لإحدى الجهات بطلق ناري عن طريق الخطأ في عام 1944.
وأمضى أحد أقرباء الطفل أعواما في البحث عن قصة مارسيل، لأن السجلات الرسمية ركزت على مقاتلي المقاومة وعملياتهم وأهملت المساعدين، وجمع الكثير من البيانات عنه ليتم تكريمه لاحقا كأحد أبطال الحرب العالمية الثانية.