وقال نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني: إن "خلاص لبنان يتمثل في حكومة وزراؤها اختصاصيون، وأكد على ضرورة الإسراع بتشكيل تلك الحكومة".
وكان باتريك دوريل، مستشار الرئيس الفرنسي، قد وصل الأربعاء الماضي إلى لبنان، في مسعى لإعادة تحريك المبادرة الفرنسية، بعد تفاقم حالة الانسداد السياسي ودخول الاستحقاق الحكومي اللبناني مرحلة الجمود، في ظل انعدام تحقيق أي تطور إيجابي.
حكومة لبنان
ووصف رئيس مجلس النواب اللبناني لقائه "باتريك دورويل"، مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ"الجيد".
وقد شكر بري الرئيس الفرنسي "الذي يحمل هم لبنان" مؤكدا على الموقف تجاه المبادرة الفرنسية، وضرورة تطبيق الإصلاحات، لاسيما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد.
واعتبر بري أن "المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو إنجاز حكومة اليوم قبل الغد وزراؤها اختصاصيون، يحصلون على الثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر، من أجل العبور بلبنان إلى بر الأمان أمام الموجات العاتية داخليا وخارجيا".
البحث عن توافق
النائب في البرلمان اللبناني، قاسم هاشم، قال: إن "النقاش ما زال مستمرا رغم بعض الجمود الذي لف موضوع الحكومة للوصول إلى تصور يمكن أن يتوافق عليه رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف بعد مشاورات واتصالات مع الكتل النيابية".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هذه الطريقة لابد منها لأن أي صيغة محكومة بثقة الكتل النيابية والجميع يعول على الدور الفرنسي لحث القوى على ضرورة إنجاز الحكومة بأسرع وقت ليتم التحضير لمؤتمر الدعم في أواخر الشهر".
واستدرك "وإلا سيخسر لبنان مرة جديدة فرصة هذا المؤتمر الذي أصبح أكثر من ضروري للبدء بمسيرة الانقاذ المالي والاقتصادي والاجتماعي وهذه مسؤولية وطنية ليستطيع لبنان الخروج من أزمته القاتلة".
استياء كبير
من جانبه قال فيصل عبدالساتر، المحلل السياسي اللبناني: إن "افتقاد المعايير الموحدة على تشكيل الحكومة من قبل رئيس الحكومة في تعاطيه مع القوى السياسية حال حتى اللحظة دون الاتفاق على اللائحة التي تضم الوزراء".
وتابع "من ناحية أخرى ربما الرئيس المكلف في رهاناته الخارجية يحاول أن يأتي بجرعة من الدعم على مواقفه، حيث يريد أن يستأثر بلعبة طرح الأسماء، وهذا يعد مخالفًا لطبيعة التكليف الذي جاء به رئيس الحكومة".
واستطرد بحديثه "الواضح حتى الآن أن المشكلة لا تزال عالقة في مثل هذا الأمر وليس هناك محاولات لكسر هذه القاعدة التي يسير عليها الحريري، وموفد الرئيس الفرنسي الذي وصل أمسل واجتمع مع الأطراف السياسية، يريد التأكيد على أن المبادرة الفرنسية بشأن لبنان لا تزال قائمة، وأن على القوى السياسية التسريع في تشكيلها".
وأكد أن "هناك ميلًا من قبل لفرنسا لإشهار سلاح العقوبات على بعض الشخصيات كورقة ضغط إضافية، حتى يكون هناك تسريع في تشكيل الحكومة، وهناك عقبات في وجه الشكيل إذا ما كان هناك رهانات على دعم أمريكي، خاصة أن العقوبات التي لحقت بباسيل سيكون لها الكثير من الآثار السلبية".
مشهد معقد
بدوره قال الناشط السياسي اللبناني أسامة وهبي: إن "الظروف التي تحيط بعملية تشكيل الحكومة بلبنان في غاية التعقيد، لأن هناك شروط وشروط مضادة، وخلاف على الحصص بين الأطراف السياسية".
وتابع: "من المستحيل أن يصل الحريري في القريب العاجل إلى حل يحاكي المبادرة الفرنسية، ويلبي متطلبات صندوق النقد الدولي، وهو ينتظر أي تغيير على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي، حيث أن الانتخابات الأمريكية مرت، وفرنسا تنتظر لتفعيل مبادرتها".
واستطرد "فرنسا تصر عل مبادرتها، وترى أنها الطريقة الوحيد للحل في لبنان، أما المشهد فهو معقد، والطبقة السياسية لا تزال تسير بنفس العقلية التي أدت إلى هذا الوضع المتأزم، ليس هناك أي حل للخروج من الأوضاع الحالية في ظل وجود هذه التركيبة السياسية".
وقد تم تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة للمرة الرابعة، بعد خلافات سياسية على تشكيل حكومة جديدة سيكون عليها علاج الأزمة المالية المستعصية في البلاد، وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وغيرها من القضايا الداخلية والخارجية.