وكتب الإعلامي غسان بادكوك في تغريدة بحسابه على تويتر: "بعد أن قطعنا؛ حتى الآن، خطوات واسعة وعديدة تجاه تحسين جودة الحياة، وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل فترة الغفوة. بقي أن نعيد النظر في إغلاق المحلات وقت الصلاة".
واعتبر بادكوك وهو كاتب رأي في صحيفة "عكاظ" أنه "بالفعل ليس هناك دليل شرعي ولا مبرر منطقي أو اقتصادي/اجتماعي، للإبقاء على الإغلاق".
ويقصد الإعلامي السعودي بـ "فترة الغفوة"، حركة الصحوة الإخوانية التي بدأت في الظهور بالمملكة في حقبة الثمانينات من القرن الماضي.
وأثارت تغريدة بادكوك جدلا واسعا من قبل متابعين له حيث أيد البعض دعوته، فيما رفضها آخرون جملة وتفصيلا.
وكتب أحد المتابعين: "إن قفل المحلات التجارية وقت الصلاة وفيها احتياجات الناس الغذائية والدوائية مما ينشأ عنه منع الإنسان في هذا الوقت من شراء جرعة ماء أو شراء حبة دواء أو تزويد مركبته بالوقود.. يعتبر أمر صعب فعلا".
وعلقت أخرى: "أمس كنت في مستشفى الملك فهد بجدة وموظفو الصيدلية مقفلين الشباك وقت صلاة الظهر وجالسين بالداخل لحين انتهاء وقت الصلاة".
وطالب أحد المعلقين باستثناء الصيدليات ومحطات البنزين من الإغلاق وقت الصلاة "لأنها أشياء ضرورية".
وقال آخر "هذا القرار لم نكن نتوقع أن يصمد بهذا الشكل أمام عجلة التحديث المتسارعة التي تمر بها مملكتنا الغالية السعودية".
في المقابل، رفض كثيرون دعوة بادكوك لإغلاق المحال في أوقات الصلاة، واتهمه البعض بـ"الجهل"، بل ودعا عليه البعض بـ"وقف الرزق".
وكتب أحدهم: "السعودية هي بلاد الحرمين وأنظار المسلمين إليها في كل مكان وقد امتازت وإلى يومنا هذا باغلاق المحلات ووقف كل شيء وليس كله لآداء الصلاة وهذا الأمر لن تجد له مثيل على وجه الأرض وهذا الأمر ليس بدعة كما ذكرت ونعذر جهلك في هذا الأمر ..الصلاة هي عمود الدين والمآذن تدعوا لذلك والناس".
وسأل آخر متهكما: "لماذا بنيت المساجد؟ أليست لصلاة الجماعة فيها؟ مارأيك لو يتم إيقاف بناء المساجد؟ وكل واحد يصلي في بيته".
فيما اعتبر أحد المعلقين أن الإغلاق يتم بناء على رغبة التجار، مضيفا "هناك كثير سألتهم قالوا إنه فرصة لراحة العمال".
وكتب آخر: "الله يغلق باب رزق كل من يدعو لإغلاق المحلات وقت الصلاة ..ليس بعد النداء الله أكبر أي رزق إلا باب الله .. إن الصلاة كانت كتابا موقوتا... فالإغلاق يؤدي بالبعض لتأخيرها أو نسيانها بسبب الزبائن.. دعوات البعض مشبوهة.. والله إن بعض الأجانب التزموا بالصلاة بسبب الإغلاق !!".
فيما رد بادكوك على منتقدي دعوته بالقول: "لكل المعترضين على دعوتي لإلغاء إغلاق المحلات وقت الصلاة أقول: أتفهم آراءكم بل وأتعاطف مع بعضها، ولكن الموضوع لا ينبغي أن يكون عاطفياً؛ بل شرعياً ونظامياً. وتعلمون أنه لا الشريعة ولا النظام أمرا بتعطيل مصالح البلاد والعباد بهذا الشكل البِدعي. ينبغي علينا التخلص من إرث الإخونجية".
وشهدت السعودية خلال السنوات الأخيرة إصلاحات اجتماعية طالت العديد من مناحي الحياة، بدأت بالسماح للمرأة لأول مرة بقيادة السيارة.