القاهرة- سبوتنيك. وقال الباحث المصري في الشأن الإيراني ومؤسس المنتدى العربي لتحليل السياسيات الإيرانية، محمد محسن أبو النور إنه يتوقع أن يؤدي هذا الحادث إلى مزيد من التوتر في المنطقة خلال الشهرين المقبلين.
وأشار في حديث مع وكالة "سبوتنيك" إلى أن هذه الحالة من التوتر قد تستمر حتى صيف عام 2021، موعد انتخابات الرئاسة الإيرانية.
وحذر أبو النور من أن تصاعد التوتر قد يؤدي إلى انفجار الوضع من جانب أحد الطرفين (إيران وإسرائيل)، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع مناوشات في سوريا أو إحدى الدول الخليجية، وبالتالي ستكون التداعيات بالغة.
وتتهم طهران إسرائيل باستهداف فخري زاده وقتله، واليوم الاثنين، أعلنت مصادر إيرانية أن السلاح المستخدم في قتل العالم النووي صُنع في إسرائيل، وهي الاتهامات التي لم تنفها إسرائيل أو تؤكدها.
وتوقع أبو النور أن يكون الرد الإيراني عبر واحد من سيناريوهات ثلاث، الأول هو أن "تلجأ للصبر الاستراتيجي"، موضحا أن هذه "استراتيجية إيرانية معروفة، وهي أن تختبر إيران ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية حال أقدمت على عملية ما ضد المصالح الإسرائيلية".
كما توقع أن تؤخر إيران الرد إلى بعد كانون الثاني/يناير المقبل لترى ما هي مواقف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وعلاقته بـ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورأى أن احتمالية وجود توتر بين نتنياهو وبايدن قد "يمكن إيران من القيام بعمليات ضد إسرائيل، مثل الهجوم على السفارات الإسرائيلية في الخارج أو مهاجمة المصالح الإسرائيلية في الدول الخليجية، أو تسريع حدة الصراع في إسرائيل مع سوريا، بحكم وجود مجموعات مسلحة موالية لإيران على مقربة من هضبة الجولان ومن الحدود الإسرائيلية".
أما السيناريو الثاني للرد الإيراني، فيتوقع أبو النور أن تلجأ خلاله إيران إلى "القيام بعملية سيبرانية كبيرة ضد إسرائيل".
وأوضح أن هذا يشمل "تجنيد عناصر داخلية في تل أبيب"، مشيرا إلى التحقيقات التي أجريت مع وزير الطاقة الإسرائيلي السابق غونين سيغيف والذي اتهم في العام الماضي بالتخابر لصالح إيران.
واعتبر أن إيران التي تمكنت من تجنيد وزير الحكومة الإسرائيلية، قد تتمكن من تجنيد عناصر تقوم بعمليات نوعية داخل إسرائيل من استهداف شخصيات إسرائيلية كبيرة وما إلى ذلك.
وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث، فيتوقع أبو النور أن تقوم إيران خلاله بـ"تحريك بعض الأذرع الموجودة في قطاع غزة (حماس والجهاد الإسلامي) للقيام بعمليات ضد إسرائيل".
ولفت أبو النور أيضا إلى أن تغير الإدارة الأمريكية قد يؤثر بدوره على الرد الإيراني، حيث يقول إن طهران قد تنتظر "صعود الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى الرئاسة الأمريكية، والخطوات التي سيتخذها.
وأوضح أنه:" على الرغم من تأييد بايدن لعملية اغتيال (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني لكن من المتوقع أن تكون سياسياته الجديدة محفزة لإيران لانتهاج مسار دبلوماسي".
وأشار إلى احتمالية أن تلجأ إيران إلى الانتظار حتى انتخاب رئيس جديد في صيف 2021.
ورأى أنها في حال لجأت إلى هذا الاختيار فسوف "تعقد من مسار بايدن المقبل، لأنه يريد العودة سريعا إلى الاتفاق النووي، ويريد أن يسرع من إبعاد إيران نوعا ما عن امتلاك قنبلة نووية كبيرة".
وفي الإطار ذاته، استبعد أبو النور أن تعلن إيران انسحابا رسميا من الاتفاق النووي، حيث يقول إنها "بالفعل خارج الاتفاق بشكل ضمني من العام الماضي، فلماذا تلجأ إلى خطوة كبيرة مثل الانسحاب من الاتفاق وتخسر كل الجهود الأوروبية والروسية والصينية التي تقدم لها دعما شكليا وإعلاميا وسياسيا".
وشيعت إيران اليوم الاثنين جثمان العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الذي اغتيل الجمعة الماضية بعدما استهدفه مسلحون مجهولون قرب العاصمة طهران.
واتهمت الحكومة الإيرانية إسرائيل بتنفيذ عملية الاغتيال، وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنها "تحمل بصمات النظام الإسرائيلي"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التخلي عن المعايير المزدوجة وإدانة إرهاب تلك الدولة".
وصادق البرلمان الإيراني أمس الأحد على مشروع قانون "الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات" الذي يشمل رفع تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20 بالمائة.
كما أعلن رئيس لجنة الطاقة في البرلمان فريدون عباسي أنه سيعمل شخصيا على إخراج جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإنهاء التعاون مع الوكالة والانسحاب من الاتفاق النووي، وبدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة.