ووصف علماء الآثار الاكتشاف بأنه مذهل وغير متوقع ويمكن أن يساعدهم في فهم أفضل للغزو الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية أو ما يطلق عليه المؤرخون العرب "الفتح الإسلامي للأندلس"، بحسب موقع "يورونيوز".
وعثر عمال بناء على المقبرة أثناء قيامهم بتوسيع طريق في تاوست، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة سرقسطة. ثم بعد عمليات تنقيب واسعة النطاق على امتداد 20 ألف متر مربع تقريبا، واكتشف علماء الآثار 400 قبر في مقبرة تضم أكثر من 4500 جثة.
وبدأت الحفريات في تاوست في عام 2010. وقرر علماء الآثار أن القبور كانت تعود لمسلمين بالاستناد إلى طريقة الدفن التي كانت تتناسب بما "يتماشى مع التقاليد والشريعة الإسلامية"، ذلك أن جميع الهياكل العظمية دُفنت وفقاً للعادات الإسلامية، إذ أنها تواجه الجنوب الشرقي باتجاه مكة، على حد قولهم.
ويقول الباحثون إن الاكتشاف يشير إلى وجود مجتمع مسلم كان يسكن المنطقة. ويأملون أنه بمجرد اكتمال اختبار الحمض النووي، أن تقدم القرائن الموجودة أدلة حول تحول المنطقة إلى الإسلام.
ويُعتقد أن المقبرة هي واحدة من أقدم المقابر الإسلامية التي تم العثور عليها في إسبانيا.
وقاد طارق بن زياد حملة عسكرية بدأت سنة 92هـ الموافقة لِسنة 711م، تحت راية الدولة الأموية ضد مملكة القوط الغربيين المسيحية في إسبانيا، والتي حكمت شبه جزيرة أإيبيريا وعرفها المسلمون باسم "الأندلس"، في المنطقة التي تُرف الآن بِجبل طارق. وظل الحكم الإسلامي لشبة الجزيرة الإيبيرية للقرون السبعة التالية حتى عام 1492. ويحفّز هذا الاكتشاف الآمال في فهم أعمق لتاريخ البلاد، وبعد الخضوع لتحليل الحمض النووي، سيتم نقل الرفات إلى متحف.