وعبر الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن أمله بإعادة إطلاق الاتفاق الموقع بين مجموعة 5+1 وإيران حول ملفها النووي في إطار شامل.
وقال مراقبون إن "المجتمع الدولي ينتظر تولي بايدن للسلطة، لمعرفة السياسية الأمريكية الجديدة تجاه إيران"، مؤكدين أن "أوروبا متفائلة بإمكانية إنقاذ الاتفاق، لذلك تحاول تمهيد الأمر مع طهران".
محاولات أوروبية
واعتبر المسؤول الأوروبي أن التعاطي المستقبلي مع الملف الإيراني يجب أن يتم على أساس شراكة تنطلق من فهم أفضل للأمور ورغبة مشتركة في تحسين الأجواء الدولية.
وأضاف قائلا: "نعتقد أن الاتفاق مع إيران هو الوسيلة الوحيدة لمنعها من أن تصبح قوة نووية".
هذا ويسعى الأوروبيون للاستفادة من وجود الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الحياة للاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي وجهت له واشنطن، تحت رئاسة دونالد ترامب، ضربة قاسية بانسحابها منه أحادياً عام 2018.
تفاؤل أوروبي
الباحث في الفلسفة السياسية في جامعة باريس الدكتور رامي الخليفة العلي، قال إن "الجهود الأوروبية الآن تختلف عن الجهود السابقة، فيما يتعلق بإنقاذ الاتفاق النووي، حيث تتوقع أن هناك سياسة أمريكية جيدة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "أوروبا متفائلة بأن يكون هناك توافق بين ضفتي الأطلسي للوصول إلى سياسة مشتركة تجاه الجانب الإيراني، ما يجعل فرص نجاح العودة للاتفاق النووي بالنسبة لأمريكا ممكنة، على عكس الأمر في فترة ترامب".
وأكد أن "أوروبا الآن تحاول تمهيد الأرضية وإقناع الجانب الإيراني بعدم القيام بأي فعل يمكن أن يؤدي إلى تفجر الأوضاع، خاصة بعد اغتيال العالم النووي الإيراني، حيث تتفائل أوروبا بإمكانية إحداث اختراق في قادم الأيام".
سياسة إيرانية
بدوره قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "الجميع ينتظر وصول بايدن إلى السلطة والتغييرات، التي يمكن أن تحدث في السياسة الأمريكية".
وتابع: "بحث موضوع الاتفاق الجديد سوف يؤدي إلى تقوية اليمين المتطرف، الذي يصر على ضرورة وقف إيران تنفيذ جميع تعهداتها في الاتفاق النووي وعودة البرنامج النووي إلى سابق عهده قبل الدخول في أي مفاوضات جديدة، يعني العودة إلى نقطة الصفر".
وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن نيته إطلاق مفاوضات جديدة مع إيران "بالتشاور" مع حلفاء واشنطن، مضيفا أن ذلك سيحدث فقط بعد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه دونالد ترامب، بحسب ما نقلته صحيفة "دويتشه فيله" عن "نيويورك تايمز".
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الإدارة الجديدة ستسعى خلال هذه المفاوضات إلى تمديد مدة القيود على إنتاج طهران للمواد الانشطارية التي قد تستخدم لصنع القنبلة النووية والتطرق إلى أنشطة طهران وحلفائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
وأضافت الصحيفة أن بايدن يرغب في توسيع المباحثات لتشمل دولا لم توقع اتفاق 2015 (الدول الموقعة هي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وإيران) بما في ذلك الدول المجاورة لطهران كالسعودية والإمارات.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في مايو/ أيار 2018، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه بين "السداسية الدولية" كرعاة دوليين (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا) وإيران عام 2015.