مجتمع

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

لا ينفك شريط الذكريات عن التدحرج مع كل مرة تجلس فيها سعاد إلى مدرجات ملاعب كرة القدم.
Sputnik

تجتاح المرء رغبة عارمة للوقوف على ما مر خلال الأعوام الثمانين التي قضتها في مساندة فريقها من المدرجات... على الأرجح، لن يستطيع المرء إدراك ذلك الشغف الذي يسكن داخلها، ولا استيعاب كل هذا البرهان الدامغ على الإخلاص وحب الحياة؟!.. لربما يكون الأمر مستحيلا، ففي وعورة الطرق اليومية التي يقطعونها، غالبا ما يفقد البشر، ودونما إدراك، تلك اللمحات التي تجعل منهم أحياء، ومن الموتى موتى.

في خلاصة المحاولة اليائسة لتبين ما يقف خلف شغفها الكروي من أسرار، تنتهي بك دردشة المدرجات القصيرة مع سعاد، أكبر مشجعة لكرة القدم في سوريا ولربما في العالم، إلى أنه يمكن للشغف أن يتجسد كليا أمام ناظريك، وقد تلامسه روحك، إلا أنه سيبقى حكرا على أولئك الذين يحبون الحياة بحق، ويعيشونها كما يريدون هم، لا غيرهم.

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

في قلب الملعب وعلى الصفوف الأولى من المدرجات، تجلس المشجعة التسعينية "سعاد كنعان"، تماما كما كانت عليه قبل 80 عاماً قضتها في تشجيع ناديها المحبب: تشرين السوري... سنوات، ولم تفتر حماستها يوماً، فلا يزال قبلها يخفق مع كل تمريرة لأحد لاعبي النادي، فيما عيونها تترقب الكرة التي يرسمون بها هدفاً يهز شباك فريق الخصم، فتنفجر فرحاً ويعلوا صوتها بأهازيج وأناشيد تمجد ناديها وتترنم به.

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

"كان عمري 10 سنوات، وكان أحد إخوتي يشجع نادي تشرين والآخر نادي حطين، فخيروني أي الفريقين أشجع، فاخترت نادي تشرين لأن قلبي لهف لهذا النادي"، هكذا وصفت سعاد بداياتها مع نادي تشرين، وتضيف واصفة تجربتها كأنثى في تشجيع نادي رياضي "كنت أزين الملعب بوجود فتاة جميلة في صفوف الجمهور، وكان الشباب يعجبون بي لكني لم أعط أي منهم اهتمام، فكانوا يصفوني بالمغرورة، واليوم النساء المشجعات أصبحن كثر ويأتين إلى الملعب برفقة أزواجهن وأولادهن ليستمتعوا بمشاهدة لعب ناديهم المفضل".

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

المرأة التسعينية تعتبر من أكبر وأقدم مشجعي النادي، فهي التي تحفظ أسماء جميع لاعبيه الحاليين والقدامى وحتى مراكزهم في الفريق ومدربيهم الذين تعاقبوا على النادي، إضافة إلى أهم المباريات التاريخية التي خاضها النادي وتستذكرها بتفاصيلها وأهدافها، كما أنها تستطيع أن تميز شعبية كل لاعب في صفوف الفتيات المشجعات للنادي.

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

تعتبر سعاد اليوم نموذجاً من النساء اللواتي حجزن في وقت مبكر مكاناً للمرأة على مقاعد مدرجات جماهير الفرق الأندية الرياضية في المجتمع السوري، حاملة رسالة أن المرأة في المجتمع السوري تستطيع أن تكون في جميع الميادين التي يتواجد بها الرجل، ومناصرة بذلك النساء في الحصول على جميع حقوقهم.

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

لاعبو نادي تشرين عبروا هم أيضاً على طريقتهم عن مناصرتهم لحقوق المرأة خلال مباراتهم الأخيرة ضد نادي الشرطة في ملعب الباسل في اللاذقية، حيث رسم اللاعبون خطاً أحمراً على وجههم تعبيراً عن مشاركتهم في حملة "رسالة جديدة" لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وعن وقوفهم ضد أي نوع من أنواع العنف خصوصاً الذي تتعرض له النساء، في رسالة رياضية أسوة بالأندية الرياضية العالمية، وذلك بالتعاون مع جمعية نور للإغاثة والتنمية.

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

"نحن نادي تشرين نادي اجتماعي وليس فقط رياضي، يعنينا دور المرأة في المجتمع لأنها هي نصفه، ونتمنى ان تحظى المرأة يوما في مجتمعنا بحقوقها الكاملة"، بهذه الكلمات تحدث محمد مالطا لـ "سبوتنيك" على هامش المباراة عن أهمية دور المرأة في المجتمع، وأضاف حول مشاركة ناديه بحملة مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي بالقول "اليوم من خلال مشاركتنا في هذه الحملة نعمل على توعيّة الجمهور بأهمية مناصرة المرأة ودعمها لبناء مجتمع صحي وسليم".

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

بدوره أكد رئيس نادي تشرين، طارق زينة، أن "نادي تشرين مستعد للمشاركة في أي مبادرة تدعم المرأة وتناهض العنف ضدها، ويقف مع أي حملة تهدف إلى توعية جميع النوادي الرياضية والجماهير في سوريا للوقوف مع المرأة والعمل على زرع ثقافة رفض العنف ضد المرأة".

برصيد 80 عاما... سعاد كنعان أقدم مشجعة كروية على المدرجات.. فيديو وصور

يذكر أن لاعبي الفرق الإيطالية هم أول من وضع علامات وخطوط حمراء على وجوههم تعبيراً عن مناهضتهم العنف ضد المرأة في إيطاليا، وذلك في إطار الحملة أقامها الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بالتنسيق مع إحدى منظمات الدفاع عن حقوق المرأة، بعنوان "العنف ضد المرأة خط أحمر"، في رسالة للتضامن مع النساء اللواتي يتعرضن للعنف، حيث ظهرت العلامات الحمراء على وجوه اللاعبين والمدربين والحكام.

مناقشة