أكدت مصادر دبلوماسية عراقية لـ"سبوتنيك"، أن الوفد سيصل غدا إلى القاهرة، لكنها لم تذكر أية تفاصيل بشأن الاتفاقيات التي ستوقع.
يصل الوفد الوزاري العراقي برئاسة وزير التخطيط خالد نجم البتال، وعضوية وزراء الصحة والتجارة والصناعة، وتستمر الزيارة ثلاثة أيام، يوقع خلالها 7 اتفاقيات.
ومن المرتقب أن يجري الوفد لقاءات ثنائية مع نظرائهم المصريين وإجراء زيارات ميدانية لعدد من المشاريع المهمة في القاهرة.
تكامل العلاقة
ويرى خبراء أن تطور العلاقات بين الجانبين له أهميته الكبيرة سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي وعلى المنطقة بشكل عام، خاصة في ظل التكامل بين البلدين.
أحد هؤلاء الخبراء، الدكتور محمد أبو كلل المحلل السياسي العراقي، قال إن: العلاقة بين العراق ومصر هي استراتيجية وهامة جدا للطرفين، وإن العراق حريص على تكامل العلاقة على المستوى الثنائي، أو فيما يخص الإطار الثلاثي (مصر والأردن والعراق).
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن: تقدم العلاقة الاقتصادية بين البلدين سينعكس بشكل كبير على تقوية وتوثيق العلاقة، خاصة أن العراق حكومة وشعبا يدعمون العلاقة مع مصر بشكل قوي.
وأوضح أن مصر متميزة في العديد من المجالات لاسيما مجال البناء والإعمار، في المقابل فإن العراق غني بالنفط، وهو يؤكد أهمية التكامل بين البلدين.
واعتبر أبو كلل أن الزيارات المرتقبة، هامة في إطار التكامل العراقي المصري سواء على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي، مشددا على أن المضي قدما بالعلاقة بين البلدين سينعكس على القرار العربي المعتدل أمام دول العالم.
انعكاس إيجابي
من جانبه، قال الدكتور نوفل أبو رغيف المتحدث الرسمي باسم تيار الحكمة الوطني بالعراق، إن ازدهار العلاقة بين البلدين سينعكس على بشكل كامل على المنطقة بشكل إيجابي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن بعض فترات الفتور في العلاقة لم تكن قصدية وسرعات ما تلاشت، خاصة أن العراق ينظر إلى مصر باعتبارها الشقيقة الأكبر، وأن العلاقة مع مصر تخلق حالة من الطمأنينة في المنطقة العربية.
وأوضح أن الحكومة العراقية الحالية تكمل الخطوات التي اتخذتها الحكومات السابقة تجاه تعزيز العلاقة مع مصر، وتفعيل كافة الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين.
بدوره، قال الدكتور رشيد الدليمي الكاتب العراقي، إن العلاقات المصرية العراقية شهدت تطورا كبيرا خلال الأشهر الماضية، وتوجت تلك العلاقات المشتركة بتوقيع 15 اتفاقية اقتصادية وتعليمية وأمنية وبناء بنى تحتية وزراعية وتجارية وصناعية، أهمها اتفاقية "النفط مقابل الإعمار"، وذلك خلال زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي إلى بغداد.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه رغم التفاؤل بالتقارب المصري العراقي الأردني في تلك الفترة، إلا أن العراق لديه الكثير من المشاكل السياسية في الداخل، والتي يمكن أن تؤثر على استقلالية قراره.
ويرى أن التكاتف العربي من دول الجوار ومصر والأردن قد يساعد بغداد على تخطي تلك الأزمات، واستعادة دورها العربي والإقليمي، لكن الأمر يحتاج إلى التحمل والصبر دون النظر إلى المكاسب.
وأضاف قائلا: ما يجري من تفاهمات وتطوير للعلاقات بين مصر والعراق لا يجب أن يقرأ من الناحية الاقتصادية فقط، بل يجب النظر إليها من جانب تقوية العلاقة بين البلدين، وإرجاع العلاقات الطبيعية بين العراق ومصر وحتى الأردن.
وذكرت صحيفة "الصباح" العراقية الرسمية أن مذكرات الوفد تشمل تمكين المشروعات المتوقفة في العراق، ومشاريع بروتوكولات ثقافية وعلمية وتنموية وزراعية، فضلاً عن تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة أثناء زيارة رئيس الوزراء المصري والوفد المرافق له إلى بغداد مؤخراً.