ويحتاج الأسعد إلى خوض محطة أخيرة واحدة قبل ضمان تأهله إلى الألعاب الأولمبية المقبلة، بعد تحقيقه نتائج جيدة خلال المراحل السابقة، وكانت آخرها ذهبية كأس التحدي الدولية التي أقيمت في سويسرا العام الماضي.
وحقق معن خلال مسيرته الرياضية التي تمتد لأكثر من 10 سنوات بطولة الجمهورية في مختلف الفئات، بين الناشئين والشباب والرجال، وحصد أولى بطولاته الدولية بعمر 14 عاما في بطولة آسيا للناشئين، كما حقق في بطولة آسيا في قيرغزستان المركز الأول، وتحقيقه المركز الخامس على العالم في تايلاند، بالإضافة إلى تحقيقه العديد من الأرقام القياسية على مستوى بطولة العرب وغيرها من البطولات.
التحضير للأولمبياد
في حديث خاص مع وكالة "سبوتنيك" تحدث الرباع السوري عن تحضيراته واستعداده لخوض المنافسات القادمة، وضمان تأهله إلى أولمبياد طوكيو، ويقول: خلال هذا العام توقفت النشاطات كلها بسبب جائحة كورونا، وأخبروني منذ فترة قصيرة بأن بطولة آسيا ستقام في الشهر الرابع من العام المقبل في أوزبكستان، وهي ستكون المحطة الأخيرة للتحضير للأولمبياد، وكنت قد شاركت قبل ذلك في محطات خمس من بينها البطولة الأخيرة في سويسرا.
ويؤكد الأسعد بأن تأهله للأولمبياد قائم بنسة 90% إن شاء الله، ومشاركته في المحطة الأخيرة قبل الألمبياد هي ضرورية من أجل إتمام الشروط الواجبة واللازمة للتأهل إلى طوكيو.
ويروي البطل السوري عن مشوار تحضيراته خلال العام الحالي، الذي تأثر كثيرا بجائحة كورونا، ويقول: عند بداية الجائحة كنت أتدرب في مدينة جبلة السورية حيث أقمت هناك معسكرا، وبعد بداية الحجر الصحي بقيت أتمرن هناك دون أي مشاكل، وبعد ذلك أردت العودة إلى دمشق والتمرن هناك، إلا أن بعض المشاكل الإدارية في اتحاد رفع الأثقال، اضطرني إلى نقل المعسكر إلى قريتي حورات عمورين، وزودني الاتحاد الرياضي العام بكل ما أحتاج إليه من معدات ولوازم للتدريب دون أي نقص، وجهز لي صالة الشهيد أسعد قاسم لتكون مناسبة جدا لاستكمال تمريني.
توقعات الأولمبياد
ويكشف الأسعد عن توقعاته للأولمبياد المقبلة، بالنسبة له في رياضة رفع الأثقال والتي يتفاءل جدا فيها بتحقيق إحدى الميداليات الأولمبية، وكذلك بالنسبة للبعثة السورية التي ستتوجه إلى اليابان صيف العام القادم، ويتحدث:
بطبعي لا أرغب بالتحدث عن توقعاتي للبطولات التي سأشارك فيها، لكن من خلال الأرقام التي أطمح لها، أعتقد أني سأكون من بين الثلاثة الأوائل، وهو ما يعني تحقيق ميدالية بعون الله، وهي ستكون ميدالية لسوريا كلها وليست لي شخصيا، وأعمل على تحقيق ذلك بكل طاقتي، وأنا لست بعيدا عن هذا الطموح، كما لا زال لدي الوقت لتطوير مستواي أكثر وأكثر لبلوغ ذلك.
ويكمل الأسعد: في المنتخب السوري سيكون معي بين 10-14 لاعبا، وأتمنى أبلغ الأولمبياد مع جميع لاعبي المنتخب، وبالإضافة إلى رياضة رفع الأثقال لدينا رياضيين سوريين آخرين تأهلوا إلى الأولمبياد أبرزهم مجد الدين غزال في رياضة الوثب العالي، وأحمد حمشو في رياضة الفروسية، وكذلك لاعبة تنس الطاولة هند ظاظا، وهؤلاء الذين تأهلوا حتى اللحظة، وفي الحقيقة من الصعب توقع نتائجهم في الأولمبياد، وأتمنى بالطبع التوفيق للسوريين جميعا وأن يحصدوا أعلى الميداليات.
تأثير الأزمة ودعم الاتحاد الرياضي
لا يخفي الرباع السوري التأثير الكبير للأزمة السورية على الرياضة بشكل عام، وعلى ممارسته لرياضة رفع الأثقال بشكل خاص، فالوضع الاقتصادي الصعب وانعدام الأمن خلال السنوات الماضية، شكل عائقا أمام تطور الرياضيين السوريين ووصولهم إلى ما يطمح إليه أي رياضي في العالم.
ويضرب بطل سوريا لعدة سنوات مثالا عن التأثير السلبي الكبير للأزمة السورية على تدريباتنا وتحضيراتنا، فخلال أعوام 2015 وحتى عام 2017 كانوا يتمرنون في مدينة الفيحاء الرياضية، حيث كانت القذائف دائما ما تنهمر عليهم هناك، حتى أن إحدى القذائف سقطت في صالة الجودو وأدت إلى حدوث العديد من الإصابات.
ويكمل: نعم كانت هناك صعوبات كثيرة، كما أن الحالة النفسية كانت جدا سيئة، لكن مع الإرادة والإصرار والاستمرارية يمكن لأي شخص أن يصل إلى هدفه، لكن الحرب كما أثرت على جميع المواطنين أثرت علينا كرياضيين بشكل كبير، وخصوصا حاليا في ظل الظروف الحالية الصعبة جدا.
ويضيف: بالأضافة إلى الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي تجعل الناس كلهم غير مرتاحين، إن كان غنيا أو فقيرا، فحتى لو كنت تمتلك المال في سوريا، فالجو العام يجعلك غير مرتاح أبدا، وتشعر بأن الناس فقط تريد تمضية الوقت بأي طريقة.
ويوضح معن بأن الرياضي لن يستطيع الوصول إلى ما يطمح إليه إن لم يكن كل شيء متوفر في وخصوصا في لعبة رفع الأثقال، ويواصل: في حالتي أنا، حيث ألعب في الوزن المفتوح أحتاج إلى نظام متكامل ومكلف جدا، كما أحتاج إلى كميات كبيرة الغذاء والفيتامينات والرعاية المركزة.
ويستطرد الأسعد: يدخل في هذا المجال أشياء كثيرة أيضا، من المساج والرعاية الطبية وغيرها من الأمور، فهذا النوع من الرياضة هو عبارة عن حلقة متكاملة من التمرين والغذاء والنوم والعناية الطبية، فأي إصابة يمكنها تدمير الرياضي تماما.
ويختم حديثه بالشكر للاتحاد الرياضي العام متمثلا برئيسه فراس معلا، الذي أولى اهتماما خاصا لمعسكره التدريبي في سلحب بعد انتقاله إليها، ويتابع: أخذ الأستاذ فراس على عاتق الاتحاد جميع المصروفات التي أحتاجها من طعام وعناية وغيرها، ولم أشعر بأي تقصير من ناحية الاتحاد الرياضي العام من هذه الناحية أبدا، بالإضافة إلى الدعم المعنوي الذي يقدمه لنا بالإضافة إلى الدعم المادي.