مجتمع

البعثة الأثرية السورية الفرنسية المشتركة: الآثار استبيحت وتعرضت لتدمير ممنهج في سوريا

في لقاء أجرته إذاعة "شام أف إم"، أمس، أعلن مدير البعثة الأثرية السورية الفرنسية المشتركة للتنقيب عن الآثار في الشمال السوري د. مأمون عبد الكريم عن انتهاك الآثار خلال الحرب على سوريا.
Sputnik

تحدث د. مامون عبد الكريم  من خلال اللقاء الصحفي مع إذاعة "شام أف أم"، الذي جرى بثه يوم أمس، وتم نشره على منصتها على "فيس بوك"، عن حجم الخراب والخسائر التي ألمت بالتراث السوري، قائلا:

"هناك عدة آلاف من النقاط السوداء أظهرتها الصور الفضائية الملتقطة حديثا في الشمال السوري تظهر حجم التخريب الذي تعرضت له الآثار السورية، ونحن نتحدث عن 700 قرية أثرية سورية من العصر الروماني والبيزنطي، وتم تسجيل حوالي 40 محمية كأفضل محميات على قائمة التراث العالمي عام 2011".

وتابع حديثه عن استباحة المواقع الأثرية بطريقة غير طبيعة وتهريبها إلى تركيا: 

"تم استباحة المواقع الأثرية بطريقة غير طبيعية ونتابع حاليا ونترصد من خلال الصور الفضائية الحديثة من آب 2020 ونعود للوراء لسنوات الأزمة لاحظنا الكثير من الخسائر وليس فقط على مستوى تهريب الآثار التي هرب منها 20 ألف قطعة أثرية عبر تركيا، والسلطات التركية لا تعلن عن هذه القطع". 

وأضاف عبد الكريم بالقول:

 "هذا التدمير لم يحصل مثله في تاريخ سوريا، كمية كبيرة من المواقع الأثرية تعرضت لتدمير ممنهج". 

وتابع: "هناك موقع في منطقة النبي سمعان اسمه بطوطة يضم مباني وكنيسة من الآثار السورية في العهد الروماني والبيزنطي وهو مسجل على لوائح التراث العالمي أزيل عن الخارطة، حيث كسرت جميع المباني والآثار، وتم زراعة الموقع بأشجار الزيتون".
وتطرق عبد الكريم في لقائه إلى  حمص، مشيرا إلى قلعة الحصن،  بالقول: "كنيسة الحصن التي تعد من أكبر الكنائس والآثار في موقع البارة بجبل الزاوية تم إزالتها كاملة، وزراعة أشجار زيتون مكانها، حيث يتم تكسير الحجارة وإزالة المباني الأثرية وانتشار للمقالع بطريقة عشوائية".
وأشار بقوله إلى موقع الشيخ سليمان، قائلا:

"تم تدمير موقع برج الناسك، كما تم تدمير ما حول كنيسة مريم التي تعد من أعظم وأجمل كنائس القرن الخامس عشر وتضعضعت أساساتها، وما حولها مهدد بالمقالع وانتشار التفجير بالديناميت وغيره".
 وتابع: "عمود قلعة سمعان الذي عاش عليه الراهب سمعان تم تدميره، وهناك نسبة جيدة من المواقع بخير، ولكن ما هو الضمان ألا يكون مصيرها كمصير غيرها في حال استمر الوضع على ما هو عليه، فخلال سنة أو سنتين ستكون هناك فاجعة في جبل سمعان وبراد وقبتان الجبل".
أما بالنسبة للدور التركي، فقد قال الدكتور مأمون عبد الكريم:
" هناك تواطؤ وتورط تركي واضح من خلال الجيش التركي والشرطة والخبراء الأتراك وتجري عملية نهب ممنهجة للمواقع الأثرية في المناطق التي تحتلها كعفرين والنبي هوري وغيرها".
وطالب بدوره المجتمع الدولي لوضع حد للطغيان التركي، على حد قوله:

"طالما ليس هناك عملية دولية لوضع حد للطغيان التركي والتصرفات الهوجاء في المناطق التي تحتلها ستلتزم الأطراف الدولية الصمت وحتى ذلك الوقت سنخسر الكثير، وعلى المجتمع الدولي الضغط على تركيا، التي فتحت أبواب حدودها أمام مهربي الآثار ما روج لعمليات التدمير الممنهج والتنقيب عن الآثار وتهريبها، ونشر البعض منهم فيديو منذ أيام عن دخولهم لأحد المدافن الأثرية في عفرين وسرقتهم لمحتوياتها".

وأشار إلى الجهود الدولية والتقاعس بمجال حماية للآثار السورية، قائلا:
" ليش كل شيء أسود هناك تعاون مجتمعي، حيث يحاول البعض الدفاع عن الآثار ولكن خسائرنا كبيرة، وعملية بيع الآثار في المنطقة أصبحت شيئاً مألوفاً أمام تقاعس دولي من الأنتربول والمنظمات الدولية كاليونيسكو".

وتابع بالقول أن جميع الإحصاءات والدراسات تقدم لأصحاب القرار الدوليين ولكن لا يتحركون، قائلا: "نحن نقوم بإحصاءات وعندما نعلم الأطراف والزملاء الدوليين بما يحدث لا يتحركون".

وختم حديثه، مؤكدا أن المشهد الأثري في سوريا تعرض لتدمير ممنهج، قائلا:
" نؤكد على أن المشهد الأثري الذي تم على أساسه إدراج 8 محميات تضم 40 قرية على لائحة التراث العالمي عام 2011 في حلب وإدلب وريفهما تتعرض إلى اهتزاز وتدمير وتكسير بشكل ممنهج تحت غطاء وتشجيع من الجيش التركي والسلطات التركية".

الجدير بالذكر أن الدكتور مأمون عبد الكريم حصر وناقش ودافع عن إرث السوريين في محافل دولية خلال إدارته للآثار والمتاحف في بلاده. 

مناقشة