الأسرى مقابل لقاح كورونا... إلى أي مدى قد توافق حماس على مقترح إسرائيل

تحدثت بعض التقارير عن عروض إسرائيلية لمبادلة أسراها مقابل لقاح فيروس كورونا، في الوقت الذي تعثرت فيه مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
Sputnik

عرضت إسرائيل عبر وسطاء على حركة "حماس" تقديم مساعدات صحية لقطاع غزة، في إشارة إلى "لقاح كورونا" مقابل إبرام صفقة لتبادل الأسرى.

وقال مراقبون إن "التلميح بهذه الصفقة ينافي كل الأعراف والمبادئ الأخلاقية"، مؤكدين أن "حماس سترفضها رغم الأوضاع الصحية الصعبة وانهيار القطاع الصحي نتيجة فيروس كورونا".

صفقة إسرائيلية

ونقل موقع "i24" عن مصادر أن الوسطاء المصريين نقلوا إلى "حماس" اقتراحا سخيا من إسرائيل للتقدم بصفقة التبادل، تقديم مساعدات صحية وحتى إطلاق سراح سجناء أمنيين ليسوا مدانين بعمليات قتل فيها إسرائيليون.

وأكد الموقع أن حركة حماس لم تستجب مباشرة رغم تفشي كورونا في القطاع، لكنهم طلبوا أن يحددوا بأنفسهم الأسرى الذين سيطلق سراحهم على أمل إطلاق مدانين بعمليات قتل فيها إسرائيليون.

وكانت تقارير إعلامية في إسرائيل قد تحدثت، الأسبوع الماضي، عن التوصل لفرصة لإبرام صفقة تبادل مع حماس، وذلك بعد تفاقم وباء كورونا في قطاع غزة.

وتحدثت القناة الإسرائيلية (13)، مساء أمس الأحد، عن أنهم "في إسرائيل يدركون أن الحديث يدور على ما يبدو عن فرصة ربما تكون لمرة واحدة، لذلك عبروا عن استعدادهم إجراء الحوار مع حماس"، في إشارة إلى أزمة كورونا التي يمكن أن تدفع حماس للقبول بتلك الصفقة.

وقالت القناة في تقريرها: "إنه يمكن الحديث عن تسارع كبير في الاتصالات بين الجانبين، حيث أعربت إسرائيل استعدادها إجراء محادثات مع حركة حماس".

إسرائيل وحماس... هل يكون اللقاح جزء من صفقة تبادل الأسرى؟
وفي وقت سابق، نقلت القناة عن مسؤولين مصريين قالوا إنهم سيدعون الجانبين لمناقشة الموضوع في القاهرة.

وتحدث التقرير عن أن حماس تأمل أن يتم إطلاق سراح سجناء أمنيين مدانين بتنفيذ عمليات أدت لمقتل إسرائيليين، لكن في إسرائيل يشددون أنهم لن يستجيبوا لمثل هذا الطلب، كما أوضح الجانب الإسرائيلي أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاقات مع حماس لن يتم تمرير اللقاحات إلى قطاع غزة.

تصعيد مرتقب

الدكتور أيمن الرقب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، قال إن "حكومة الاحتلال قدمت قبل يومين مقترحا جديدا لحركة حماس حول صفقة تبادل الأسرى".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "حكومة الاحتلال تراجعت عن قبولها استلام فيديو مدته دقيقة يحمل معلومات عن جنود جيش الاحتلال الموجودين في قطاع غزة إن كانوا أحياء أو جثث مقابل إطلاق سراح 300 أسير فلسطيني من الشيوخ والنساء والأطفال".

وتابع: "العرض الجديد الإسرائيلي يعرض صفقة مباشرة بدون فيديو أو معلومات حيث تتحدث الجهات الأمنية الإسرائيلية أنها تعرف تفاصيل جنودها الأحياء والأموات في قطاع غزة وهذه المرة يتحدث الاحتلال عن صفقة صغيرة لا تشمل معتقلين فلسطينيين متهمين بقتل إسرائيليين".

وأكمل: "بالتالي قد يرفض الاحتلال أسماء شملها كشف الأسرى، التي طالبت حماس بالإفراج عنهم، وقد ربطت حكومة الاحتلال موضوع إتمام الصفقة بلقاح وعلاج فايروس كورونا".

تجدد المفاوضات بين إسرائيل و"حماس" بشأن صفقة الأسرى
وأكد أن "هذا العرض الإسرائيلي الجديد يتنافى مع كل القيم الأخلاقية، ورغم انهيار القطاع الصحي في قطاع غزة فسيكون صعبا على حماس القبول بهذا العرض و بالتالي قد نشهد تصعيدًا جديدًا في قطاع غزة".

ابتزاز جديد

من جانبه قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، إن "محاولات إسرائيل لتحرير أسراها مقابل لقاح فيروس كورونا، هي محاولة ابتزاز صهيونية جديدة".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذه المحاولة لن تلقى صدي لدى الفلسطينيين قبل حماس، وحركة حماس موقفها ثابت في الموضع وهو فصل صفقة تبادل الأسرى عن أي حديث عن لقاحات أو أدوات أو مشاريع".

وتابع: "لا اعتقد أن حماس لو صح الحديث عن طرح صهيوني يحمل عنوان لقاح وصفقة يمكن تفتح لمجرد الاطلاع على المحتوى، فالأمر مرفوض من حيث المبدأ، والاحتلال والوسطاء".

وكان المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أوضح ردا على التقارير المختلفة حول إمكانية التوصل إلى صفقة أنه لا يوجد أي تقدم بالموضوع، وقال إن كل الحديث الذي يجري "نابع من دعاية انتخابية".

مناقشة