حول السريان هذه الفترة من استعداداتهم وطقوسهم لأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة إلى تظاهرات اجتماعية عبروا فيها عبر الموسيقى والتراتيل الدينية، وإنارة شجرة الميلاد، بالإضافة إلى رفضهم لإشكال الاحتلال والحرب والإرهاب والحصار، وأكدوا تمسكهم بوطنهم الأم سوريا وعلى أنهم جزء لا يتجزأ من هذا النسيج.
وفي مدينة الحسكة وتحت عنوان "جاء ليخلصنا" أقيم ريسيتال ميلادي لجوقة مار أفرام السرياني في كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس، تخلله نشد تراتيل دينية تدعوا للمحبة والسلام وإلى الخلاص من الحرب والاحتلال.
وقال موريس عمسيح، مطران السريان الأرثوذكس في الجزيرة والفرات، لـ"سبوتنيك"، إنهم في محافظة الحسكة السورية يعيشون فرح الميلاد، لكن قلوبهم حزينة، حزينة لأنهم في ظروف قاسية تمر بها بلادهم وضحاً بأنها: "حزينة لأن هناك مليون مواطن يعانون العطش في الجزيرة السورية منذ عام كامل، نتيجة تحكم الفصائل الإرهابية بمصدر المياه الوحيد، مؤكداً أن الجزيرة كانت وستبقى أرض المحبة والتسامح والتعايش بين مكونات الشعب الواحد.
وأكد عمسيح أنهم يصلون للسلام والمحبة، لكل أم شهيد ولكل طفل يتيم وبائس ومسكين، ويدعون الرب ليضع المحبة والسلام في قلوب كل البشر وأن يعم السلام البشرية وسوريا خاصة، مضيفا أنهم قرروا كما هي الأعوام السابقة إلغاء كافة الاحتفالات والمباركات بمناسبة أعياد الميلاد في الكنائس، وذلك نتيجة الظروف الصحية العالمية وبسبب ظروف الحياة الصعبة في الجزيرة.
بدوره القس كبرائيل خاجو، كاهن كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس بمدينة الحسكة، بين لــ" سبوتنيك" أن "السريان يعيدون بقدوم السنة الجديدة وأعياد الميلاد بفرح داخلي، ولكن الألم كبير وذلك لما تشهده سوريا منذ تسع سنوات وخلال السنتين الماضيتين، ازدادت الأوضاع سوء بسبب الاحتلاليين الأمريكي والتركي وسيطرة الأخير على مدينة رأس العين وقطع المياه وتحكم بمصدرها الوحيد المغذي لمدينة الحسكة، ولكن إلى ماشاء الله سنبقى محكومين بالأمل".
وتابع خاجو السريان مواطنون أصليون ولم يكونوا غرباء وكل حجرة من حجار سوريا تؤكد سريانية البلاد، المكون السرياني هو مثله مثل أي مكون من مكونات الشعب السوري، عانوا ما عاناه أفراد الشعب من خطف وقتل في عدد من المدن المتفرقة ومنها رأس العين، السريان قدموا دماء وشهداء ضد الإرهاب والتطرف وهم مواطنون سوريون أصليون ويفتخرون بذلك.
ونوه الصيدلي إلياس سعيد إداري جوقة مارأفرام السرياني "رسالتنا رسالة محبة وإيمان بأن المستقبل للمحبة والأمن والاستقرار لكل إنسان إن يحيي الحياة ورسالتنا هي الحياة وثم الحياة".
وفي مدينة القامشلي بمناسبة أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، تم إضاءة شجرة الميلاد بحضور جماهيري ورسمي بمبادرة من مجلس المدينة وجمعيتي البر والخدمات الاجتماعية الإسلامية ومار منصور المسيحية الخيرية.
وقال الشيخ أحمد الصالح، أحد أئمة المساجد في مدينة القامشلي، لـ"سبوتنيك" بأن "هذا الاجتماع الرمزي و رمزيته بأن يعبر كل شخص منا عن تعبيره لحبه ومحبته لإخوته وأصدقائه بمناسبة أعيادهم وأفراحهم ، نحن نلتقي في هذا المكان لأننا أخوة متحابون ولا يستطيع أحد أن يفرقنا".
وأوضح الأب عبد الله صليبا، كاهن كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس في مدينة القامشلي لـ"سبوتنيك"، "اليوم نعطي رسالة من خلال إنارة شجرة الميلاد في مدينة القامشلي السورية نحن ثابتون بولائنا وبمحبتنا لوطننا سورية خلف قائد البلاد الرئيس بشار الأسد وخلف الجيش العربي السوري، الذي صنع النصر على الإرهاب خلال العشر السنوات الماضية".
وتابع الأب صلينا: "رفعنا الدعاوي لله أن يكون دائما معنا حتى أن يتم النصر النهائي، موضحا بأن رسالتهم من القامشلي نحن نحب كل العالم وان يعم الخير ولسلام كل العالم ويعم بلدنا سوريا".
وبين عبدالله أن إضاءة شجرة الميلاد جاءت احتفاء بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وللتأكيد على تعزيز ثقافة المحبة والسلام بين أبناء الشعب السوري الواحد والتعبير عن الثقة بانتصار سوريا على الإرهاب والمحتلين.