جاء ذلك في بيان مطول لمكتب آبي أحمد تطرق خلاله، للتوترات التي شهدتها الحدود بين بلاده والسودان مؤخرا، بما في ذلك نصب مليشيات إثيوبية كمينا للجيش السوداني أسفر عن خسائر في الأرواح، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا).
وقال رئيس وزراء إثيوبيا: "تتابع الحكومة الأثيوبية في الآونة الأخيرة عن كثب ما تقوم به بعض الجهات التي تريد أن تشوه علاقات حسن الجوار الحميمة والفريدة من نوعها بين السودان وإثيوبيا".
وأضاف: "تتحرك الجهات هذه دون هوادة في بث الشكوك والفرقة بين حكومتي بلدينا".
واعتبر أن هذه الجهات التي لم يكشف عن هويتها "تحركها أهداف دفينة في خلق العدائيات والشكوك بين الشعوب وهي من خطط ومول ونفذ المواجهات الأخيرة التي حدثت في المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان".
وقال إن "ما خططت له هذه الجهات بدلاً من أن يعكر صفوة العلاقات الأخوية بين السودان وإثيوبيا قد تحول إلى عوامل أظهرت عمق وصلابة هذه العلاقات".
وتابع "معرفة من كان وراء هذه الأعمال الدنيئة لا يحتاج منا إلى أي جهد أو تفكير عميقين".
واعتبر أن "هذه الاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة أم تلك التي سبقتها في المناطق ذاتها لا تمثل رغبة السودان ولا رغبة إثيوبيا البته".
وشدد آبي أحمد على أن "العلاقات التاريخية والأزليه بين الشعبين السوداني والإثيوبي أعمق من أن تزعزعها رغبات المتهورين وغدر المتآمرين"، على حد تعبيره.
وأمس الأربعاء، قالت مصادر عسكرية سودانية، إن جماعات إثيوبية مسلحة مدعومة من الجيش الإثيوبي شنت هجوما على الجيش السوداني، بعد أيام قليلة من اشتباكات راح ضحيتها عناصر من الجانب السوداني.
ونقلت شبكة "الشرق" عن المصادر قولها، إن الهجوم وقع في منطقة أبو طيور بالفشقة الصغرى في المنطقة الحدودية بين البلدين، مشيرة إلى أن الجماعات الإثيوبية استخدمت المدفعية الثقيلة في هجومها.
والأسبوع الماضي، قال الجيش السوداني، إن خسائر وقعت بصفوفه أثناء عملية تمشيط قرب الحدود مع إثيوبيا جراء كمين نصبته قوات وميليشيات إثيوبية، مضيفا أنه "نتيجة لذلك حدثت خسائر في الأرواح والمعدات".
جاء في بيان مركز الإعلام العسكري أنه "وأثناء عودة قواتنا من تمشيط المنطقة حول جبل أبو طيور داخل أراضينا، تعرضت لكمين من القوات والميليشيات الإثيوبية داخل الأراضي السودانية".
وقالت صحيفة "سودان تربيون" إن القوة "تعرضت لقصف مدفعي من الجيش الإثيوبي داخل الحدود السودانية بعمق 7 كلم عند جبل الطيور"، مشيرة إلى أن القوات السودانية كانت تمارس عملية تمشيط في المنطقة ونجحت في التقدم لتتفاجأ بعدها بقصف وهجوم كثيف من عدة جهات.
وأعلن الجيش السوداني، السبت، وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ولاية القضارف شرقي البلاد، لتحرير ما سماها بـ"الأراضي المغتصبة". قال الفريق أول ركن، محمد عثمان الحسين، رئيس هيئة الأركان السودانية، إن قواته أضحت قادرة على ردع أي عدو يعمل على زعزعة البلاد.
ودمر الجيش السوداني معسكرين لقوات وميليشيات إثيوبية على الحدود الفاصلة بين البلدين، وفي منطقة "سلام بر" بدأ بالأمس، استعادة مناطق كانت القوات الإثيوبية قد سيطرت عليها منذ 26 عاما.