وأوضحت زينب سليماني، أن
"حضوره الميداني إلى جانب المقاتلين، وفي مختلف البلاد، كان نتيجة إيمانه بضرورة الوقوف إلى جانب المستضعفين في أي مكان، فلم يكن يفرّق بين الشعب اللبناني أو السوري أو الإيراني أو الفلسطيني أو اليمني. التعرض للشعب وماله وأعراضه كان خطاً أحمر بالنسبة له".
أما عن علاقته بالقائد العراقي أبو مهدي المهندس، فكانت كما تصف ابنة سليماني "علاقة عميقة وقلبية مميّزة. أنا شخصياً عندما كنت أسافر معه، لم أرَ أبداً، ولا مرة واحدة ولا في أي مكان، لم أرَ أبي وحيداً من دون أبو مهدي المهندس".
وأضافت: "قال لي مرة أبو مهدي شخصيا، إنه يطلب من الله إذا حدث أي مكروه للحاج قاسم، أن يكون قد رحل عن هذه الدنيا ولا يكون في يوم كهذا، لأن هذا الأمر بالنسبة إليه غير قابل للتحمّل. هذه العلاقة كانت من جانب أبي أيضاً. كانت تحكم علاقتهما رفقة من أفضل الرِفق، وعاقبتهما كانت من الأفضل أيضاً".
وفي ما يتعلق بعلاقته بأمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، فقالت:
"علاقتهما كانت أخوية قلبية. كان بينهما عشق أخوي، من الطرفين. حقيقة أعجز عن وصف العلاقة بينهما"، ناقلةً عن أبيها قوله إنه "مطمئن ما دام السيد نصر الله موجوداً".
وذكرت زينب سليماني، عدداً من "محاولات اغتيال والدها الذي كان أعداؤه كثر، والتي جرت في مختلف البلدان، بينها تلك التي جرت في قريته كرمان التي حفر فيها الإرهابيون نفقاً تحت أحد الشوارع يوصل الى أسفل الحسينية، التي كان يستمع فيها إلى مجالس العزاء حتى يفجّروها".
كما تعرضه لإطلاق النار من قبل مسلحين في تنظيم "داعش"، وتعرض موكبه لتفجير على أوتوستراد مطار دمشق الذي كان يسيطر عليه المسلحون، وليس انتهاءً باعتراض مقاتلتين أمريكيتين لطائرته، وإنذارهما القبطان بأن عليه أن يحطّ بالطائرة فوراً، لكن سليماني كما تروي ابنته
"كان يبحث عن الشهادة على الجبهات... كان تعباً وحزيناً من مشاهدة أصدقائه يستشهدون".
ولفتت زينب سليماني، إلى أنه "نحن نعتقد أن مصير رجل حقير وخبيث كدونالد ترامب، هذا القاتل، الله لا يسامح بدماء الشهداء"، مؤكدة أنه "سيدفع ثمن جريمة الاغتيال بأبشع الطرق الممكنة".
وقتل قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، مع أبو مهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي العراقي، في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، في غارة أمريكية استهدفت موكبهما بالقرب من مطار بغداد.