ومما يزيد خطوة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تصنعها روسيا هي قدرة تلك الصواريخ على حمل رؤوس نووية ذات قدرة تدميرية هائلة، إضافة إلى كونها رأس الحربة لترسانة نووية تضم نحو 7 آلاف قنبلة نووية، تمثل نصف ما يملكه العالم من تلك الأسلحة.
ويقول موقع "ميثيل ثريت" الأمريكي إن روسيا ضمن عدد قليل من الدول التي تمتلك صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكنها ضرب أي نقطة حول العالم، مشيرة إلى أنها وسيلة ردع لا منازع لها، مشيرا إلى أن خطورة تلك الصواريخ تكمن في صعوبة اعتراضها من قبل وسائل الدفاع الجوية للدولة المستهدفة.
وفيما يلي 6 صواريخ روسية تصنف ضمن أخطر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في العالم، بحسب ما أورده موقع "ميليتري توداي" الأمريكي.
1- "الشيطان"
يطلق على صاروخ "آر - 36 إم 2" الروسي اسم "الشيطان"، ويعد واحدا من أثقل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في العالم، وتم إنتاجه خلال حقبة الحرب الباردة.
وهو صاروخ من مرحلتين يعمل بالوقود السائل، ويصل مداه إلى أكثر من 11 ألف كيلومترا، ويمكنه قصف أي مكان في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه يحمل رأسا نوويا واحدا، تصل قوته التدميرية إلى 25 ميغا طن، أي ما يوازي 25 مليون طن من مادة الـ"تي إن تي".
ويعد "الشيطان" واحدا من أقوى الصواريخ النووية في العالم، ويمكن لكرة النار الناتجة عن الانفجار أن تدمر العاصمة الأمريكية واشنطن بصورة كاملة، كما يصل عدد قتلى هجوم نووي به إلى 2.1 مليون شخص.
وتقاس القوة التدميرية للقنابل النووية بوحدة "كيلوطن"، الذي ينتج عنه قوة انفجارية تكافئ (1000 طن) من مادة "تي إن تي"، كما يتم قياس القوة التدميرية للقنابل الأكبر بوحدات "ميغاطن"، التي تساوي 1000 كيلوطن، أو مليون طن من مادة "تي إن تي"، بحسب موقع "أتوميك أرشيف" الأمريكي.
2- صاروخ "سارمات"
يطلق على الصاروخ الروسي "آر إس - 28" اسم "سارمات" وهو صاروخ عابر للقارات يصل مداه لنحو 20 ألف كيلومترا، ومن المقرر أن تبدأ عملية إنتاجه بأعداد كبيرة عام 2021، بينما تخطط روسيا لتسليم قوات الصواريخ الاستراتيجية أكثر من 40 صاروخا منه قبل عام 2025.
ويستطيع "سارمات" أن يحمل 20 رأسا حربيا يمكن أن يبلغ وزنها 3 أطنان، ويتميز بالإقلاع على مسافات قصيرة والتحليق في مسارات متعرجة تجعل عملية اعتراضه في غاية الصعوبة.
ويرى الأكاديمي فلاديمير ديغتيار، رئيس مصممي صاروخ "سارْمات"، في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك" أن نظام الدرع الصاروخي الأمريكي لن يكون قادرا على اعتراض "سارْمات" خلال الأعوام الـ40 المقبلة. وهذا يعني أن "سارْمات" يضمن لروسيا السلام لعشرات السنين.
ويمكن لهذا الصاروخ اختراق أي درع صاروخي ومن المتوقع أن يتم تزويده برؤوس حربية سريعة جدا معروفة باسم "أفانغارد" تتجاوز سرعتها 27 ماخ (أي 27 مثل سرعة الصوت).
3- صاروخ "آر إس - 24" (يارس)
يعد صاروخ "يارس" مكون رئيسي في قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية ويتجاوز مداه 10 آلاف كيلومتر وهو قادر على حمل عدة رؤوس نووية.
ويستطيع صاروخ "يارس" أن يقوم بالحركة التي تساعده على اجتياز السحابة المشعة في حال استخدم العدو الذخيرة البالستية ضده.
4- صاروخ "آر - 29 آر إم يو 2"
يعد الأحدث في عائلة صواريخ "آر - 29" الروسية ويعمل بالوقود السائل ويمكن إطلاقه من الغواصات ومداها أكثر من 8 آلاف كيلومترا.
5- صاروخ بولافا
يعمل صاروخ "آر إس إم - 56" بالوقود الصلب ويمكن إطلاقه من الغواصات مثل غواصة "بوري" المجهزة بـ 16 صاروخا نوويا، ويطلق عليه صاروخ "بولافا" النووي.
وبعد إطلاق الصاروخ من قاعدته الأرضية أو من الغواصات يبدأ رحلته في الفضاء قبل أن يعود إلى الغلاف الجوي مرة أخرى بسرعة نحو 420 كم/ الثانية (أكثر من 25 ألف كم/ الساعة) اعتمادا على نظرية القصور الذاتي للأجسام.
6- "تبول"
بدأ إنتاج الصاروخ الباليستي "توبول" في مصنع فاتكينسكي في عام 1984. وقد تم إنتاج 400 صاروخ من هذا الطراز خلال 10 سنوات. وجرى بعد ذلك إيقاف إنتاج صواريخ "توبول" ليبدأ المصنع بإنتاج "توبول-إم" الأكثر تقدما.
وتقرر في عام 2011 التخلي عن شراء صواريخ "توبول – إم" بهدف تزويد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية بها. مقابل نشر صواريخ جديدة من طراز "يارس-24" تضم رؤوس انشطارية ذات توجيه مستقل.
لكن في 2019، جرت عملية إطلاق ناجحة لصاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "توبول-إم" من قاعدة بليسيتسك لإطلاق الصواريخ الفضائية، حيث أصاب الهدف المحدد في ميدان خاص بشبه جزيرة كامتشاتكا (الشرق الأقصى الروسي).
وقالت وزارة الدفاع الروسية في ذلك الحين إن الهدف من هذه التجربة هو التأكد من الخواص التقنية لهذه المجموعة من الصواريخ التي تم تطويرها خلال إنشاء منظومة الصواريخ "توبول - إم" واستعدادها لتنفيذ المهام الحربية الموضوعة لقوات الصواريخ الاستراتيجية".