فبحسب موقع "هسبريس" المغربي، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي المغربي بشد وجذب حول أسباب تأخر عملية التطعيم واختيار لقاح بعينه.
وكان وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب، قد أكد الأسبوع الماضي أن بلاده حصلت على 65 مليون جرعة من اللقاحين المضادين لفيروس "كورونا"، موضحا أن ذلك يأتي ضمن الحملة الوطنية للتلقيح واسعة النطاق، والتي أعلن عنها الملك محمد السادس، وطالب بأن تكون مجانية.
وأشار الوزير المغربي إلى الاستعدادات الجارية لانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، والتي بلغت مراحل متقدمة، لافتا إلى أن وزارته قد أجرت تدريبات ميدانية، في كل المحطات المعدة لعملية تلقيح المواطنين، بهدف تدريب الكوادر على عملية التلقيح وتفادي العوائق التي قد تحدث خلال ممارسة العملية.
الحكومة إذن تؤكد أن خطوات ميدانية قد بدأت، لكن التلقيح بحد ذاته لم يتم،، لدرجة سمحت لأخبار غير رسمية أن تنتشر الأسبوع الماضي، مفادها بدء عملية التّطعيم خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر.
لكن الحقيقة أن السّلطات المغربية لم تعلن عن موعد محدد لبدء التطعيم، فلماذا هذا التأخير؟ خاصة في ظل ما أشيع منذ فترة داخل مواقع التواصل المغربي عن أن كثيرا من المواطنين في المغرب لا يؤمنون بجدوى اللقاح الحالي، معتقدين أن الأمر برمته لا يخلو من المؤامرة.
خلود السباعي، المتخصّصة في علم النفس الاجتماعي، قالت لـ"هسبريس" إنّ "تأخر عمليات التّطعيم يمثل عاملا إيجابيا، خاصة بعد ظهور شائعات وأخبار ومواقف مترددة بشأن اللقاح الصّيني"، مشيرة إلى أن "تأخر بدء التلقيح يعطي مصداقية أكبر للقاح الذي اختاره المغرب".
وعللت السباعي وجهة نظرها بالقول: "بحيث سيمكن من فهم التأثيرات الناجمة عن استعمال هذا اللقاح في بعض الدول التي سبقتنا"، لافتة إلى أنه "كلما شرعت دول العالم في تجريب اللقاحات كلما ازداد شعور الاطمئنان لدى المغاربة وسينتج عن ذلك إقبال مكثف على اللقاح".
وأوضحت أن "المغرب باعتباره دولة من العالم الثالث سيكون من الغريب أن يسبق بلدانا متقدمة في عملية التلقيح، وبالتالي وجب انتظار تجارب الدّول المتقدمة لمعرفة مدى مصداقية اللقاحات المختارة".
وشددت على أن "المغرب لا يمكنه المغامرة بصحة المواطنين وهذا التريث “مفهوم ومقبول".
التريث إذن بحسب السباعي مقصود من الحكومة المغربية، وهو عمل يستهدف صحة المواطنين والاطمئنان إلى فاعلية أفضل اللقاحات.
وبوجهة نظر أخرى تحدث بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك للصحيفة ذاتها مؤكدا أن "المواطنين المغاربة تفاءلوا خيرا لمّا علموا أن دولتهم ستكون من بين الدول الأولى في عملية التلقيح؛ لكنه تبين أن هناك مشاكل على مستوى اللوجستيك والأطر الطبية، حيث يجب أن تكون ذات كفاءة عالية".
وقال: "اللقاح الصيني دخل التراب الوطني بينما لا يزال المواطنين المغاربة ينظرون إلى العملية برمتها بنوع من الارتياب والحذر"، مطالبا السلطات العسكرية والأمنية بالعمل جنبا إلى جنب من أجل مساعدة الأطر المدنية على تنزيل خطة الملك محمد السادس بخصوص تطعيم المغاربة.