وكانت حشود من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقتحموا المبنى حتى بلغوا القاعة حيث اجتمع النواب والشيوخ لعرض نتائج التصويت والتصديق عليها، مثيرين فوضى وهلعا في المكان، أدى إلى وقف الجلسة وإجلاء النواب على عجل، تاركين خلفهم وثائق ومتعلقات شخصية.
ورغم غرابة المشاهد التي تثير اليوم استنكاراً أمريكيا وعالمياً، إلا أن الأجواء لم تكن هادئة على الدوام داخل الصرح التشريعي الأمريكي، حتى إن قاعاته شهدت مشادات واعتداءات بين أعضاء الكونغرس أنفسهم.
حقل الدماء
وفقا لموقع "the nation"، طرحت المؤرخة جوان فريمان، كتاباً مصوراً في الأسواق عام 2018، ناقشت خلاله مجريات تلك الحقبة تحت عنوان "حقل الدماء: العنف في الكونغرس والطريق للحرب الأهلية"، ففيما يتعلق بمسألة العبودية، وصلت المشاحنات بين ممثلي الشعب أحياناً أن يرفع أحدهم سلاحه في وجه معارضه، إذ إن النائب بريستون بروكس من ولاية ساوث كارولينا اعتدى على السيناتور تشارلز سومنر من ولاية ماساتشوستس بأداة صلبة على الرأس، كادت تقتله عام 1856، بعد أن عارض الأخير قانوناً يترك لبعض الولايات الحق في التصويت المحلي على مسألة العبودية، وتعرض لبعض زملائه أثناء الخطاب بالسب.
مشهد مؤسف ومخز
إطلاق نار
وفي حادث عنف آخر، حاول الرسام العاطل ريتشارد لورانس إطلاق النار على الرئيس أندرو جاكسون في جنازة في يناير 1835، لكن الرصاصة فشلت في الخروج.
قنابل وغاضبون
أما خلال القرن العشرين فقد تحولت دفة العُنف إلى حوادث أكثر دموية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عام 1998، إذ شهدت قاعات الكونغرس اضطرابات وحوادث عنيفة شتى، ما بين زرع قنابل منزلية الصُنع احتجاجاً على بيع الولايات المُتحدة للسلاح، مثلما حدث في عام 1915 من قِبل أستاذ جامعي، وحتى إطلاق الرصاص على ممثلي الأمريكيين اعتراضاً على السياسات الاقتصادية والخارجية.
وفي عام 1947، أطلق عضو سابق بقوات تأمين المبنى النار على سيناتور ولاية أوهايو، جون دابليو بريكر، بعد أن خسر الأول أموالاً استثمرها في شركة صُفيت بالولاية.
أما في مارس عام 1954، فأطلق 4 أفراد ينتمون للحزب القومي البورتوريكي النار على أعضاء مجلس النواب احتجاجاً على ضم الولايات المُتحدة لبلادهم قبل عقود وعلى خلفية مطالبات بالاستقلال وفقاً للموقع الرسمي لمجلس النواب، الأمر الذي أسفر عن إصابة 4 نواب ومحاكمة المنفذين.
تفجير
وفي عام 1971، تعرض مجلس الشيوخ لتفجير في دورات المياه امتدت آثاره لستة غرف أخرى، وأعلنت منظمة "weather underground" (الطقس تحت الأرض) مسؤوليتها عن التفجير، ردًا على نشاط الولايات المتحدة العسكري في كمبوديا، وذلك وفقاً لما أوردته "نيويورك تايمز".
وفي عام 1983 انفجرت قنبلة في الجناح الشمالي للمبنى، لكنها لم تُحدث إصابات، واتُهم على إثر الواقعة 7 أشخاص وصفوا أنفسهم بأنهم أعضاء في منظمة شيوعية مسلحة، إلا أن 3 منهم فقط أقروا بكونهم مذنبين بشكل رسمي.