وروت المقهوي بحوار لها مع جريدة "البيان" الإماراتية، كيف أن اكتشاف حشرة معينة تعيش في إحدى إمارات الدولة داخل جثة، كان هو ما ساق إلى حل لغز جريمة قتل في دبي.
وقالت: البداية كانت أقوال المتهم الذي قال إن الضحية لقت حتفها في حادثة دهس عادية، لكن الفحص أثبت وجود حشرة معينة تعيش في إحدى الإمارات ولا وجود لها في دبي.
وتابعت: وهو الأمر الذي لم يتوافق مع أقوال المتهم، لكن وجود الحشرة كشف بعد التحري أن جريمة القتل حدثت في تلك الإمارة وتم نقل الجثة بعد ذلك إلى دبي لإخفاء معالم الجريمة، فما كان من سلطات التحقيق إلا أن واجهت المتهم بتلك الحقائق ما دفعه للاعتراف، وبالتالي تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
ولذا أكدت المقهوي والتي تحمل رتبة نقيب في شرطة دبي، أن العمل يجري لتأسيس «قاعدة بيانات لعلم الحشرات الجنائي في القضايا المختلفة والتي ستكون الأولى من نوعها في المنطقة، وذلك عبر تصنيف الحشرات وأنواعها وأماكن ومواسم وجودها ودورة حياتها، وغيرها من البيانات"
وأوضحت أن "علم الحشرات قديم، بدأت الاستفادة منه في التحقيقات وحل لغز العديد من القضايا أخيرا، خاصة أن الحشرات توضح تاريخ الوفاة عبر مراحل نمو الحشرة ودورة حياتها، وكذلك نوع الحشرات المرتبطة بأماكن معينة، وطولها وحجمها".
وقالت: "يمكن الاستدلال على الجناة وكشف ملابسات الجريمة باستخدام الحشرات كأدلة جنائية، ويستطيع المتخصص في علم الحشرات الجنائي الكشف عن حالات القتل وتحديد زمن الوفاة، حيث إن الجثث المتحللة تتعرض لتغيرات بيولوجية وكيميائية وفيزيائية، وفي كل طور من التحلل تتعرض هذه الأجسام المتحللة لغزو أنواع متعددة من الحشرات".
وأشارت الخبيرة في علم الحشرات إلى أن "الجثث تعد محور اهتمام بعض الحشرات، فهي تأتي بعد دقائق من الوفاة، بداية من الذباب المنزلي، وستحدد بسرعة ما إذا كانت الجثة مكاناً مناسباً لوضع بيضها، وإن كان مصدراً جيداً لغذاء اليرقات بعد التفقيس، وعندما تضع الذبابة بيضها يبدأ توقيت الساعة الحيوية، وهي الفترة الزمنية المطلوبة لنمو البيضة لتصبح يرقة، ومن ثم ذبابة راشدة، وهي فترة زمنية معلومة، قد تستغرق عادة 10 أيام، ويمكن لعوامل كالحرارة أن تؤثر في هذه العملية، ولكن بتحديد مرحلة نمو الحشرة يمكن للخبراء أن يقدروا عمرها، ويربطوها بالفترة الزمنية لموت صاحب الجثة".