تركت هذه التجربة الرجل في المستشفى لما يقرب الشهر، ولحسن حظه عاد للحياة مرة أخرى، حيث أحضرته عائلته إلى غرفة الطوارئ في حالة إعياء وإرباك كبيرين. حسبما نشرته صحيفة "غيزمودو".
وقالت عائلته للأطباء: إن "لديه تاريخا من الاضطراب ثنائي القطب بالإضافة إلى الاعتماد على المواد الأفيونية وقد توقف مؤخرا عن تناول الأدوية الموصوفة له أثناء محاولته علاج اكتئابه وقرر أن يعتمد على نفسه في علاج حالته، وصادف بحثا يظهر بعض الفوائد من استخدام العقاقير المخدرة مثل الفطر".
وقبل أيام كان الرجل قد قرر، استخدام الفطر عن طريق غليه أولا في ما أسماه "شاي الفطر"، ثم تصفية الخليط من خلال قطعة قطن وحقنه في الوريد. وبعد فترة وجيزة، ظهرت عليه أعراض تشمل الخمول والإسهال والغثيان، إلى جانب القيء الدموي.
وفور إدخاله إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى، بدأت العديد من الأعضاء في جسمه بالفشل، بما في ذلك رئتيه وكليته. وكشفت الفحوصات أنه كان مصابا بعدوى بكتيرية وفطرية في دمه، مما يعني أن الفطر الذي حقنه أصبح الآن "يتغذى عليه وينمو".
استغرقت مدة علاجه 22 يوما في المستشفى، حيث تم إعطاؤه دورة مكثفة من المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفطريات. بما في ذلك ثمانية في وحدة العناية المركزة، لكن الرجل نجح في العبور في النهاية. في الوقت الذي انتهى فيه أطبائه من كتابة الحالة، كان لا يزال يعالج بدورة طويلة الأمد من مضادات الميكروبات.
وقام الأطباء المسؤولون عن حالته بكتابة تطورات الحالة منذ بداية علاجه وإصدار تقرير على الإنترنت في مجلة أكاديمية الاستشارات الخاصة بالاتصال النفسي للطب النفسي.
ووفقا للمؤلف المشارك كيرتس ماكنايت، وهو طبيب نفسي في مستشفى "سانت جوزيف" والمركز الطبي في أريزونا، فإن "هذه ليست في الواقع أول حالة معروفة لحقن شخص الفطر في جسده. خلال بحثهم، اكتشف هو وزملاؤه تقرير حالة من عام 1985، والذي أشار إلى حالتين مشابهتين. كما هو الحال مع الحالة الحالية، ظهرت حالة عام 1985 لرجل يبلغ من العمر 30 عاما أصيب بالتقيؤ وأعراض أخرى بعد الحقن، رغم أنه تعافى بسرعة بعد الحصول على رعاية طبية".
لاحظ ماكنايت وزملاؤه، أن "الفطر المخدر الذي يستهلك بطريقة آمنة يبدو حقا أنه ضمن العلاجات المبشرة بعلاج الاكتئاب واضطرابات تعاطي المخدرات. وهناك جهود مستمرة لإضفاء الشرعية على هذه الأدوية للاستخدام النفسي في الولايات المتحدة".
يشار إلى ولاية أوريغون، قد أصبحت أول ولاية، تقوم بهذا العلاج عن طريق الفطر ولكن من المهم التأكيد على المخاطر المحتملة لهذه الأدوية والطرق الأكثر أمانا لاستخدامها. فعلى الرغم من أن "شاي الفطر" يمكن أن يسبب آثارا جانبية مثل الغثيان والقلق المتزايد، على سبيل المثال ولكن لا يعتقد أنه يمثل خطرا كبيرا لحدوث ضرر جسيم طويل الأمد، بافتراض أن الشخص لا يحقنه في جسمه.