وقررت السلطات الأمريكية توسيع نطاق أمني تم إنشاؤه حول مبنى الكابيتول بشكل كبير، والذي اقتحمه المتظاهرون في وقت سابق من هذا الشهر، نتيجة وجود مخاوف من أن تؤدي مراسم أداء اليمين للرئيس المنتخب جو بايدن، في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى اندلاع اضطرابات وأعمال شغب وعنف أخرى احتجاجا على نتائج هذه الانتخابات. وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتشمل المناطق الجديدة "الحمراء" و"الخضراء" التي وضعتها الخدمة السرية، كمناطق بالقرب من البيت الأبيض ونصب لنكولن التذكاري والمول الوطني ومبنى الكابيتول وحتى بعض المناطق السكنية والتجارية المجاورة، قد تم تضمينها في المحيط الأمني الخاضع للحراسة.
وحدد جهاز الخدمة السرية "المنطقة الخضراء" على أنها شوارع لا يمكن الوصول إليها إلا للمقيمين والشركات، ويجب على الأفراد الذين يرغبون في السفر عبر المنطقة الخضراء إظهار هويتهم.
ومن ناحية أخرى، يتم إغلاق "المنطقة الحمراء" الأكثر تطرفا أمام الجميع، باستثناء المركبات المصرح بها.
وسيتمركز أكثر من 20 ألف جندي مسلح من الحرس الوطني حول المنطقة المحمية بحواجز خرسانية وسياج معدني بأسلاك شائكة وسيارات عسكرية من نوع "هامفي" الأمريكية.
كما تم الإعلان عن المناطق المحظورة يوم أمس الجمعة، ومن المتوقع أن تظل هكذا حتى 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، أي بعد حفل التنصيب.
ومن جهتها، حذرت عمدة العاصمة موريل بوزر، السكان من أن "الإجراءات الأمنية المشددة قد تكون "الوضع الطبيعي الجديد" بعد يوم التنصيب، وقالت: إنها "لا تستطيع توفير إطار زمني لوقت إزالة الحواجز حول مبنى الكابيتول".
وخلق هذا المشهد غير المسبوق في قلب العاصمة واشنطن، قدرا كبيرا من التوتر على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد قارن العديد من الناس المنطقة "الخضراء" في واشنطن، بما حدث في العاصمة بغداد بعد الغزو الأمريكي للعراق.
حيث تم إنشاء المنطقة الخضراء في بغداد بعد الغزو الأمريكي للعراق، وهي "مجمع شديد التحصين يضم مبانٍ حكومية".
من جانبه، قال الصحفي الأمريكي مايكل تريسي: "الخدمة السرية صادقة مع الله، والتي ستطلق على الجزء الأكثر تحصينا في العاصمة "المنطقة الخضراء"، وربما بحلول يوم الأربعاء، سيكون مجرد "صورة مصغرة عن بغداد" كأقصى قدر من السخرية".
وقال وولف بليتسر، مقدم برنامج "سي إن إن": إن "الوضع "المحزن" في واشنطن ذكره بـ "مناطق الحرب" التي رآها في "بغداد أو الموصل أو الفلوجة".
ولاحظ آخرون، أن دونالد ترامب، قد حصل أخيرا على "الجدار" الذي أراده بشدة، ويجب إجبار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته على دفع ثمن الحواجز. فيما رفض آخرون، الأمر كله باعتباره "مسرحا أمنيا" غير ضروري، بحجة أن التهديد المزعوم بالعنف في العاصمة قد تم تضخيمه بشكل كبير.
يذكر أن العاصمة واشنطن في حالة تأهب قصوى بعد أن أدى تجمع حشود مؤيدي ترامب في 6 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى اقتحام مجموعة من المحتجين مبنى الكابيتول، تسبب في وقوع إصابات ووفيات.
وتم إلقاء اللوم على ترامب، في التحريض على العنف، مما دفع مجلس النواب إلى تمرير مواد عزل الرئيس في وقت سابق من هذا الأسبوع. فيما نفى ترامب ارتكاب أي مخالفات ولا يزال مصرا على أنه حث دائما أنصاره على "البقاء مسالمين".