وأكد أن ما تم اكتشافه يقع بجوار هرم الملك تيتي وهو أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة القديمة، قائلًا: "الجبانة نفسها جبانة دولة حديثة، لأنه ينتمي للأسرة الـ 19".
تأكيدات حواس جاءت في تصريحات له عبر مداخلة هاتفية بفضائية "إكسترا نيوز" اليوم الأحد 17 يناير/كانون الثاني، مشيرا إلى أن البعثة المصرية عثرت على بردية طولها 5 أمتار للفصل الـ 17 من كتاب الموتى.
ولفت حواس إلى أن من بين ما عثرت عليه البعثة "بلطة" من البرونز خاصة بأحد جنود الجيش، فضلا عن بعض الألعاب، ومراكب وأقنعة خشبية، ولوحة وتوابيت الدولة الحديثة ترجع للملك "عنخ بتاح".
وأوضح أن الجبانة تبين مدى أهمية الملك تيتي، مؤكدا أن ما تم كشفه يمثل نسبة ضئيلة، حيث قال: "كشفنا 15% فقط مما هو موجود حول هرم الملك تيتي".
وكان الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد صرح بأن البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومركز زاهي حواس للمصريات بمكتبة الإسكندرية والتي تعمل في منطقة آثار سقارة بجوار هرم الملك تيتي أول ملوك الأسرة الـ19من الدولة الحديثة، ستعلن عن اكتشافات أثرية هامة تعود إلى الدولة القديمة والحديثة والعصور المتأخرة.
وأكد حواس على أن البعثة عثرت على المعبدالجنائزي الخاص بالملكة نعرت زوجة الملك تتي، والذي تم الكشف عن جزء منه في الأعوام السابقة للبعثة، مشيرا إلى أن البعثة عثرت أيضاً على تخطيط المعبد، بالإضافة إلى ثلاث مخازن مبنية من الطوب اللبن في الناحية الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التي كانت تستخدم في إحياء عقيدة الملكة. كما تم العثور على 52 بئر تتراوح أعماقها ما بين 10 إلى 12 مترا، بداخلها أكثر من 50 تابوتا خشبيا من عصر الدولة الحديثة. وهذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها بمنطقة سقارة على توابيت يعود عمرها إلى ثلاثة آلاف عام.وهذه التوابيت ذات هيئة آدمية وممثل على سطحها العديد من مناظر الالهة التي كانت تعبدخلال هذه الفترة بالإضافة إلى أجزاء مختلفة من نصوص كتاب الموتى والتي تساعد المتوفى على اجتياز رحلته إلى العالم الآخر.
وقد عثرت البعثة داخل الآبار على أعداد كبيرة من المشغولات الأثرية وتماثيل على هيئة المعبودات مثل الاله اوزير، وبتاح، وسوكر، واوزير، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأقنعة الخشبية وكذلك مقصورة الإله انوبيس إله الجبانة، وعثر له على تماثيل بحاله جيده وكذلك العديد من الألعاب التي كان يلعب بها المتوفى في العالم الآخر مثل لعبة (السنت) التي تشبه الشطرنج حاليا، وكذلك لعبة العشرين مسجل عليها اسم الشخص الذي كان يلعب بها.
وبحسب بوابة "المصري اليوم" فقد قامت البعثة بدراسة مومياء إحدى السيدات والتي تبين أن صاحبتها كانت تعاني من مرض يعرف باسم "حمى البحر الأبيض المتوسط" أو "الحمى الخنازيرية" وهو مرض يأتي من الاتصال المباشر بالحيوان ويؤدي إلى خراج في الكبد وهو مرض مزمن مدى الحياة.
وقد قامت د. سحر سليم أستاذة الأشعة بالقصر العيني، بعمل الدراسات اللازمة على المومياوات المكتشفة والتي من بينها مومياء لطفل، وقد حددت الدراسات أسباب الوفاة وعمر المتوفى وقت الوفاة.
وأشار الدكتور حواس إلى أن البعثة كشفت عن مقصورة ضخمة من الطوب اللبن ترجع إلى عصر الدولة الحديثة ذات بئر يصل عمقه حتى الآن إلى 24 مترا ولم نصل بعد إلى نهايته، ومن المتوقع أن ينتهي بحجرة للدفن. ورصفت أرضية تلك المقصورة بكتل من الحجر الجيري المصقول صقلا جيدا، وقد غطى الجزء العلوي من فوهة البئر بالأحجار. ولا يزال العمل جاريا ويعتقد زاهي حواس أن هذا البئر لم يصل إليه اللصوص وسوف يتم الكشف عنه كاملا.
ويؤكد حواس على أن هذا الكشف يعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية لهذا العام وسوف يجعل سقارة مع الاكتشافات الأخرى مقصد سياحي وثقافي هام، وسوف يعيد كتابة تاريخ سقارة في عصر الدولة الحديثة.