وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة "تليغراف" البريطانية، فإن ما يقرب من ثلث مرضى "كوفيد 19" المتعافين سينتهي بهم الأمر في المستشفى مرة أخرى في غضون خمسة أشهر وسيموت واحد من كل ثمانية منهم.
وكشفت الدراسة، التي أجريت بين شهري يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب من العام الماضي، أن تأثيرات كورونا على المريض لا تزول دائما بعد شفائه، وأن احتمال حاجتهم إلى العلاج الطبي مرة أخرى أكثر بكثير من الشخص الذي لم يصب بالفيروس.
ووجدت الدراسة أن هناك خسائر مدمرة طويلة الأجل على الناجين من فيروس كورونا، حيث يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل في القلب والسكري وأمراض الكبد والكلى المزمنة.
ومن بين 47780 شخصا خرجوا من المستشفى في الموجة الأولى، أعيد 29.4% إلى المستشفى في غضون 140 يوما، وتوفي 12.3% من الإجمالي.
وتكشف نتائج الدراسة عن صورة مريض كورونا الذي يُرجح أن يعاني من مضاعفات خطيرة للفيروس، مقارنة بعامة السكان: رجل فوق الخمسين، مدخن سابق، يعاني من زيادة الوزن ويعيش في منطقة فقيرة. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يكون يعاني من أمراض أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسي والسكري.
ودعا الباحثون إلى مراقبة عاجلة للأشخاص الذين خرجوا من المستشفى.
وقال رئيس فريق الدراسة كامليش خونتي، أستاذ الرعاية الأولية للسكري وطب الأوعية الدموية في جامعة ليستر: "هذه هي أكبر دراسة للأشخاص الذين خرجوا من المستشفى بعد دخولهم مع "كوفيد 19".
وأضاف: "الرسالة هنا هي أننا بحاجة حقا إلى الاستعداد لفيروس كوفيد طويل المدى. إن المتابعة مع هؤلاء المرضى مهمة ضخمة... ولكن يجب ترتيب نوع من المراقبة".
وتابع البروفيسور خونتي: "تفاجأ الفريق عندما اكتشف أن العديد من الأشخاص عادوا بتشخيص جديد، وأن الكثيرين أصيبوا بمشاكل في القلب والكلى والكبد، بالإضافة إلى مرض السكري".
ومضى قائلا: "يحتاج هؤلاء الأشخاص بشكل عاجل إلى المتابعة والحاجة إلى تناول أشياء مثل الأسبرين والستاتين".
وخلصت الدراسة إلى أن الناجين من كورونا كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات ونصف لإعادتهم إلى المستشفى، والوفاة، في الإطار الزمني "140 يوما"، مقارنة بمرضى العيادات الخارجية الآخرين.