جاء ذلك في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الرسمية (سونا)، الهادي إدريس رئيس الجبهة خلال ترأسه لوفد تفقد الجنينة مركز ولاية غرب دارفور.
والجبهة الثورية تضم عددا من الحركات المسلحة كان بعضها يقاتل الحكومة في دارفور، قبل أن توقع معها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اتفاق سلام نهائيا.
وقال إدريس إنه "سيتم حشد كل الإدارات الأهلية وأعيان الولايات وتدشين المبادرة من المدينة".
وشدد على أن "مشكلة دارفور ومدينة الجنينة لا تعالج بالحلول الأمنية والآنية، وإنما تحتاج إلى حلول جذرية بمحورها السياسي والاجتماعي".
ولفت إلى أن "الصراعات القبلية أصبحت تتكرر بنفس النسخ الماضية مثل شجار بين شخصين يتحول إلى صراع قبلي ولحروب تروح فيها ضحايا كبيرة".
وأكد إدريس أن "حسم هذه الأوضاع محتاج لمصالحات وطنية ومعالجة الاحتقان بين الأطراف المتصارعة حتى لا تتكرر هذه المشكلات في الجنينة".
وكشف رئيس الجبهة الثورية عن أوضاع صعبة في المدينة، بما في ذلك "نزوح غير عادي"، من أطراف المدينة إلى مركزها.
وأوضح أن "الأطفال والنساء يواجهون أوضاعا إنسانية ومأساوية خطيرة"، داعيا الحكومة الانتقالية والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية ومواد الإيواء وتوفير الحماية للنازحين جراء الأحداث".
وقال إدريس إن "هناك قوة من القوات المسلحة تحركت من الخرطوم لمساندة ودعم القوات الأمنية بالجنينة"، مؤكدا أن "الهجوم على مدينة الجنينة، هذه المرة، كان من كل الاتجاهات".
يشار إلى أن وفد الجبهة الثورية كان قد تفقد زيارته المصابين والجرحى بمستشفى الجنينة، وكذلك أماكن الأحداث الدامية والتقى الوفد بوالي غرب دارفور الذي أطلعه على تطورات الأوضاع الأمنية بالجنينة، كما التقى بعض أعيان المدينة وقبيلة المساليت، بحسب المصدر ذاته.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن "قلق عميق" حيال الاشتباكات التي وقعت في ولاية غرب دارفور السودانية وأوقعت العشرات بين قتيل وجريح.
وأمس الأول (الأحد)، أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان أن "الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بمدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور خلفت نحو 100 قتيل وأكثر من 150 جريحا".
وشهدت الجنينة، صباح السبت، اشتباكات عنيفة أعادت إلى الأذهان مشاهد الحرب الدموية التي اندلعت في دارفور عام 2003، والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف قتيل.
وكانت البعثة الأممية المشتركة في دارفور (يوناميد)، قد أعلنت أواخر العام المنصرم عن انتهاء مهامها رسميا بعد 13 عاما على تأسيسها (عام 2007)، لحفظ السلام في الإقليم الواقع غربي السودان إثر معارك دامية راح ضحيتها الآلاف بين القوات الحكومية وحركات مسلحة.