بعد صدور مراسيم عباس... هل تعرقل إسرائيل الانتخابات في القدس؟

بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مراسيم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بدأت الضغوط الفلسطينية على إسرائيل من أجل السماح للفلسطينيين في القدس بالمشاركة.
Sputnik

وتحاول إسرائيل، خاصة التيارات اليمينية التي لا تعترف بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس مدينة محتلة، عرقلة مشاركة المقدسيين في الانتخابات.

وقال مراقبون إن "فلسطين تحاول من خلال المجتمع الدولي وأصدقائها في الاتحاد الأوروبي وروسيا ومصر والأردن وقف محاولات العرقلة الإسرائيلية، من أجل إقامة انتخابات كاملة يشارك فيها كل فلسطيني".

بعد ارتفاع عدد المصابين منهم بكورونا... ما خطوات فلسطين لإنقاذ الأسرى بالسجون الإسرائيلية

القدس والانتخابات

وأعلن رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية الدكتور حنا ناصر خلال مؤتمر صحفي أنه وبناء على اتفاق مع الفصائل تم إصدار مرسوم لانتخاب مجلس وطني، مضيفا أن التعديلات على قانون الانتخابات تعتبر تعديلات عصرية ومهمة.

وتعتزم السلطة الفلسطينية مطالبة إسرائيل رسميا بعدم عرقلة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في وقت لاحق من هذا العام بمدينة القدس.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية: "نطالب إسرائيل بشكل رسمي بأن تلتزم بالاتفاقيات بتمكين مشاركة أهلنا في القدس في الانتخابات ترشيحا وانتخابا". وتنص الاتفاقيات الفلسطينية -الإسرائيلية على السماح للفلسطينيين بالمشاركة بالانتخابات الفلسطينية ترشيحا وانتخابا.

ودائما ما تتم المشاركة إلا بعد تدخلات دولية في وقت تتعالى فيه الأصوات الإسرائيلية بمنع الانتخابات الفلسطينية بالقدس الشرقية بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، نهاية عام 2017.

ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على المرسوم الذي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بدعوة الفلسطينيين في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية لانتخابات تشريعية، يوم 22 مايو/أيار، والرئاسية في 31 يوليو/تموز المقبل.

ويقدر عدد الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية بنحو 340 ألفا. وقد جرت الانتخابات الرئاسية الفلسطينية آخر مرة في عام 2005، فيما جرت آخر انتخابات تشريعية في العام 2006.

فلسطين تعتمد لقاح "سبوتنيك V" وتوريده يستغرق 3 أشهر

محاولات فلسطينية

قال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، الدكتور فايز أبوعيطة:

 إن إسرائيل حاولت في كل المرات السابقة عرقلة الانتخابات الإسرائيلية في القدس.

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "المحاولات الإسرائيلية المستمرة تأتي لأنها لا تريد أن تعترف بأن القدس للفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن رقم 242 وقرار رقم 338 وبالتالي هي تحاول عرقلتها".

وتابع: "لكن القيادة الفلسطينية تحاول الضغط على إسرائيل من خلال المجتمع الدولي والأصدقاء الدوليين، ونأمل أن يضع المجتمع الدولي حدا للضغوط الإسرائيلية ومحاولتها عرقلة الحياة الديمقراطية الفلسطينية".

وأكد أن "المحاولات الفلسطينية ستنجح في ذلك، ولن تترك القيادة إسرائيل تتحكم في الأمر، وأن تجعل الانتخابات الفلسطينية رهينة بيد إسرائيل، خاصة أن الانتخابات السابقة في عام 1996، وفي عام 2006 شارك بها المقدسيين".

عرقلة إسرائيلية

من جانبه، قال محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة، والعضو العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي:

إن هذه الجولة من الانتخابات التي حددها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ستعمل كل جهودها بسلك طرق الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية الجديدة وروسيا ومصر والأردن بالضغط على إسرائيل، بإعطاء سكان القدس الشرقية بالمشاركة في هذه الانتخابات.

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "من ضمن الشروط التي تحدث عنها أبو مازن مع رئيس المخابرات المصري والأردني خلال زيارتهما لرام الله قبل أسبوع كان هذا الموضوع قيد البحث".

أبو الغيط: تحديد موعد الانتخابات الفلسطينية قرار حكيم

وتابع: "هناك طلب فلسطيني بأن يكون سكان القدس من ضمن المشاركين في الانتخابات لكي يكون هناك إجماع فلسطيني على المشاركة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية التي هي ضمن قرارات الشرعية الدولية تعتبر أراضي محتلة كما الضفة الغربية".

واستطرد: "ستكون هناك بالتأكيد محاولات إسرائيلية خاصة من اليمين بعرقلة ومنع سكان القدس من المشاركة ولكن في نهاية الأمر ستكون ضغوط الاتحاد الأوروبي وروسيا والإدارة الأمريكية الجديدة قوية، حيث يرغبون في أن تجرى الانتخابات بشكل ديمقراطي بمشاركة فلسطينية كاملة".

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، يتم اعتبار انتخابات المجلس التشريعي بمثابة المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، على أن يتم استكمال المجلس بتاريخ أقصاه 31 أغسطس المقبل، وفقا للنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الداخلية في فلسطين.

مناقشة