بغداد- سبوتنيك. وقتل خمسة مقاتلين من الحشد الشعبي، ظهر اليوم الثلاثاء، أثناء اشتباكات اندلعت مع عناصر "داعش" الإرهابية، في محافظة ديالى شرقي العراق.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي البارز، أحمد الشريفي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، إن "الاعتداءات الإرهابية في البلاد تأخذ أوجه عدة منها رسائل ضغط على الحكومة وعلى الشارع العراقي والرأي العام".
وأضاف الشريفي "كذلك إن هذه الاعتداءات هي بالأساس نتائج لصراع إقليمي إضافة إلى الصراع الدولي"، مبينا أن "المحيط الإقليمي متورط بقضايا العنف في العراق وهناك انقسام من أجل المصالح والنفوذ، نعم التوازنات الإقليمية تكاد تكون السبب المباشر".
وعن ظهور الإرهاب مجددا، يرى الشريفي أن "تنظيم "داعش" لا يزال قادرا على أن ينفذ عمليات ويحدث خرقا، لذلك المرحلة القادمة صعبة وسيظهر الإرهاب مجددا ولكن بعمليات نوعية محدودة".
واختتم الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، "بشأن تزامن العمليات الإرهابية مع اقتراب الانتخابات، ملمحا إلى أن هناك دوافع سياسية، وأن الانقسام السياسي هو نتائج للانقسام الإقليمي".
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، بخصوص عملية الإحباط الأمنية للتفجير الإرهابي: إن "جهاز الأمن الوطني ألقى القبض على انتحاري كان يريد تفجير نفسه في العاصمة بغداد".
وأوضح اللواء رسول في بيان، اطّلعت عليه وكالة "سبوتنيك" أن "مفارز جهاز الأمن الوطني في محافظتي صلاح الدين وديالى، تمكنت من تفكيك مفرزة (خلية) إرهابية تنتمي لما يسمى قاطع ديالى".
وتابع: أن "القوات العراقية ألقت القبض على أفراد الخلية الأربعة وبينهم "انتحاري" كان يخطط لتفجير نفسه في وقت سابق في بغداد".
وأشار إلى أن "الإرهابيين الأربعة "اعترفوا بتلقيهم توجيهات لزعزعة الأمن والاستقرار داخل البلد، وإحداث خرق أمني في العاصمة، وقد أحيلوا إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم".
وفي 21 يناير/كانون الثاني الجاري، شهد سوق بيع الملابس في الباب الشرقي في ساحة الطيران وسط بغداد، تفجيرين انتحاريين تبناهما "داعش" لاحقا، وأسفرا عن مقتل 32 عراقيا وإصابة ما يزيد عن 100 شخص، ولاحقا قتل التنظيم 11 من مقاتلي "الحشد الشعبي" في هجوم في محافظة صلاح الدين.
وفي اليوم التالي لتفجيري بغداد، أطلق العراق عملية أمنية واسعة النطاق باسم "ثأر الشهداء لملاحقة فلول التنظيم في محافظات كركوك وصلاح الدين والأنباء، قُتل خلالها العشرات من أعضاء "داعش" بينهم "أبو ياسر" زعيم التنظيم في البلاد.
وأطلق العراق يوم أمس الإثنين 1 شباط/ فبراير، عملية "أسود الجزيرة" بمرحلتها الأولى لتفتيش مناطق الجزيرة غربي البلاد، وتشترك فيها قيادات عمليات الجزيرة وصلاح الدين وغرب نينوى بتسعه محاور رئيسية، وبإسناد من قبل القوة الجوية وطيران الجيش للبحث عن العناصر الإرهابية في المناطق الصحراوية وتدمير أوكارهم.
وكان العراق قد أعلن النصر على تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) نهاية العام 2017، بعد معارك دامية لأكثر من ثلاثة أعوام في شمال البلاد وغربها.