ودعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الاتحاد الأوروبي إلى التوسط بين طهران وواشنطن لإنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أمريكا في عهد الرئيس السابق ،دونالد ترامب.
وجاء في تصريحات أدلى بها ظريف لـ "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أنه "يمكن أن تكون هناك آلية" إما لعودة "متزامنة" للبلدين إلى الاتفاق النووي، وإما "تنسيق ما يمكن القيام به".
وقال ظريف إن وزير الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد ينسق عودة متزامنة لواشنطن وطهران إلى اتفاق نووي.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت إيران لا تزال تطالب الولايات المتحدة بالعمل أولاً، قال الوزير إنه يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة في وقت واحد، مؤكدا أن بوريل يمكن أن يسهل ذلك كجزء من دوره كمنسق للجنة المشتركة للاتفاق النووي، قائلا لمحاورته:
تعلمين بوضوح أنه يمكن أن تكون هناك آلية لمزامنتها أو تنسيق ما يمكن فعله.
وقال إن إيران يمكن أن تتراجع عن برنامجها المتزايد لتخصيب اليورانيوم "في أقل من يوم" إذا أسقطت الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب، وعادت إلى الاتفاقية النووية الدولية لعام 2015.
محاولات أوروبية
محمد بركات، خبير الشؤون الأوروبية المقيم في بروكسيل، قال إن "الاتحاد الأوروبي يعمل بشكل جدي من أجل إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، ويحاول التفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة لرفع العقوبات، وأيضا التفاوض مع طهران لدفعها لاحترام التزاماتها بالاتفاق النووي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "جوزيف بوريل، الناطق باسم السياسة الخارجية للاتحاد يعمل الآن كوسيط من أجل الضغط على أمريكا والتفاوض معها من أجل عودتها للاتفاق النووي".
وتابع:
الاتحاد الأوروبي على قناعة تامة بأهمية الاتفاق النووي، لأنه من ناحية يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومن ناحية أخرى يحقق عامل الاستقرار للمنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن "بعض المصادر تحدثت عن وجود مفاوضات سرية بين إيران وأمريكا، وأن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة اجتمع مع مبعوث الرئيس بايدن، وننتظر أن نرى النتائج".
واستطرد: "من ناحية أخرى تحاول إسرائيل الضغط على الولايات المتحدة حتى لا تعود للاتفاق النووي وأن يتم إشراك إسرائيل في أي مفاوضات قادمة، لكن رفض إيران للطلب ربما يبعد إسرائيل عن المشاركة".
وأوضح أن "هناك أصواتًا داخل البرلمان الأوروبي بدأت ترتفع مطالبة بضرورة الضغط على أمريكا للعودة للاتفاق النووي، ويبدو أن هناك إشارات واضحة على استعداد واشنطن لهذه الخطوة، تتمثل في إعادة حاملة الطائرات الأمريكية التي كانت متواجدة في الخليج، وكذلك تعيين وزير خارجية شارك في صياغة الاتفاق النووي".
مجرد اقتراح
من جانبه، قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "طهران لم تطلب وساطة لإنقاذ الاتفاق النووي، بل ظريف عرض على الأوروبيين مقترح يحل مشكلة شد الحبال بين الجانبين، حيث تطالب كل من إيران والولايات المتحدة الجانب المقابل بالبدء في الإجراءات".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك":
حسب مقترح ظريف الذي تم قبوله من قبل مجموعة 4+1 سوف يقوم الطرفان بالإجراءات بشكل متوازن ولكن رفضت واشنطن ذلك المقترح.
وعن جدوى التدخل الأوروبي لحل أزمة الاتفاق هذه المرة، قال: "في الواقع بهذا الشكل تستطيع إيران ضم الاتحاد الأوروبي لجانبها فقط وجوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بدأ تحركاته على الفور".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أشار إلى أنه سيكون على استعداد للعودة إلى الاتفاقية - التي ألغاها ترامب بشكل مثير للجدل في عام 2018 - إذا التزمت إيران حقًا بحدود تلك الصفقة وتراجع إنتاجها المتزايد.
وطالب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في وقت سابق، الولايات المتحدة باتخاذ الخطوة الأولى في تسوية الخلاف حيث انسحبت واشنطن من الاتفاق. وهددت إيران بعرقلة عمليات التفتيش على منشآتها النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا لم تعد الولايات المتحدة للاتفاق الذي ضم أيضا بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فضلا عن روسيا والصين.
وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، يوم الاثنين، من أن الخلاف لن يحل بين عشية وضحاها.
وقال بلنكين لشبكة "إن بي سي نيوز":
إذا قررت العودة إلى الاتفاقية - فقد يستغرق ذلك بعض الوقت لتقييم ما إذا كانوا، في الواقع، قد أوفوا بالتزاماتهم.
يذكر أن الاتفاق الذي توسطت فيه إدارة أوباما ينص على إعفاء إيران من العقوبات الاقتصادية إذا حدت من برنامجها النووي.