خبير روسي يكشف تأثير جائحة كورونا على عمل الساعي الدبلوماسي

تحتفل مؤسسة الاتصالات الدبلوماسية والبريد السريع التابعة لوزارة خارجية روسيا الاتحادية، اليوم الجمعة، بالذكرى السادسة والتسعين للسعاة الدبلوماسيين الذين لقوا حتفهم أثناء أداء واجبهم الوطني.
Sputnik

موسكو- سبوتنيك. يعد يوم 5 فبراير/ شباط، يوما خاصا بالساعي الدبلوماسي في روسيا، تكريما لروح ثيودور نيت، وهو أحد أوائل السعاة الدبلوماسيين في روسيا، بدأ عمله عام 1926، ولقي حتفه بطلق ناري من قبل قطاع الطرق بعد أن دافع بكل قوته عن البريد الدبلوماسي وتم دفنه في مقبرة فاغانكوفسكي في موسكو. 

ومنذ ذلك الحين، في الخامس من فبراير/ شباط من كل عام، يأتي موظفو إدارة الاتصالات الدبلوماسية والبريدية إلى المقبرة، لتكريم نيت وزملائهم السابقين.

فالساعي الدبلوماسي، هو الشخص الذي يقوم بتسليم البريد الدبلوماسي بانتظام بين وزارة خارجية بلاده وسفاراتها وقنصلياتها وبعثاتها الدبلوماسية الأخرى في الخارج، مع التزامه بالسرية التامية وتحمل المسؤولية، وحفظ أسرار الدولة الموكلة إليه، لأنه غالبا ما ينطوي البريد على مخاطر معينة.

وقد أوضح مدير إدارة الاتصالات الدبلوماسية والبريدية الروسية، سيرغي لوكيانتشوك، في حواره مع وكالة "سبوتنيك"، بأن مهنة الساعي الدبلوماسي أخذت في التغير بسبب التطور السريع لتكنولوجيات المعلومت وكذا تأثير جائحة كورونا على سيرورة العمل وإيصال البريد.
وتحدث لوكيانتشوك، عن أثر الوباء بشكل خاص، وقال: إن "وباء فيروس "كورونا" أثر بالطبع، بشكل كامل، ليس فقط على عملنا، بل على جميع العمليات في العالم، لقد أثر الوباء على الاتصالات الجوية والسكك الحديدية، اليوم نحن نعمل يدويا ونعتمد على بيانات وزارة النقل وعلى البيانات التي نتلقاها من بعثاتنا الخارجية".
وأضاف لوكيانتشوك: "مع الأسف، فإنه بسبب الجائحة والصعوبات اللوجيستية المرتبطة بها، أصبح تسليم الحقيبة الدبلوماسية يتأخر".
محكمة موسكو تقضي بسجن شخص أضرم النار في سيارة الشرطة خلال الاحتجاجات
وأوضح: بأن "هناك حاجة ماسة إلى الساعي الدبلوماسي، فنحن نحمل استمارات القنصلية وكل ما هو ضروري لبعثاتنا في الخارج، لأننا لا نعرف كيف ستتطور الأحداث".
كما شدد لوكيانتشوك، على أنه "بالرغم من الاستخدام الواسع النطاق للاتصالات اللاسلكية والفضائية وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من الإنجازات العلمية والتكنولوجية، فإن البريد الدبلوماسي "يظل أكثر الروابط التي يمكن الاعتماد عليها بين المركز وبعثاتنا الخارجية".
وأوضح بأن "فك شفرة الرسائل يستغرق وقتا، وما يتم تمريره من يد إلى يد لا يقرؤه إلا الشخص المعني باستلام البريد، لذلك دون حقيبة دبلوماسية لن يكون من الممكن القيام بذلك".
وتابع: "على الرغم من التطور المكثف للتكنولوجيات الجديدة والواعدة، إلا أن مهنة البريد الدبلوماسي لا تزال مطلوبة بشدة في المستقبل، فليس هناك بديل لاستبدال شخص بآلة".

يذكر، أن أول مهمة إرسال دبلوماسية في روسيا، كانت عام 885، في زمن عهد الأمير أوليغ. وحتى القرن السابع عشر، لم يكن هناك ممثلون دبلوماسيون روس دائمون في الخارج، حيث كان يتم إرسال أحد المقربين من الأمير أو الملك، إذا لزم الأمر والذي كان يطلق عليه اسم "السفير".

الموقع الإلكتروني للحرس الوطني الروسي يتصدى لهجوم سيبراني هائل

في عام 1919، أصبحت الخدمة تعرف باسم "إدارة التأشيرات والسعاة الدبلوماسيين"، وفي عام 1921- 1922، تم تمرير خمسة قوانين تنظم نقل البريد الدبلوماسي، وكانت هناك متطلبات موحدة لتغليف الحقائب الدبلوماسية (وحدة الأمتعة أو البضائع)، وتصميم أوراق البريد وجوازات السفر.

كوحدة هيكلية مستقلة، بدأ قسم الاتصالات الدبلوماسية في العمل في عام 1931، ويقدم تقاريره مباشرة إلى أحد أعضاء مفوضية المدرسة العسكرية.

خلال الحرب الوطنية العظمى من 1941-1945، لم توقف إدارة العلاقات الدبلوماسية عملها تحت أي ظرف من الظروف. وواصل الناقلون الدبلوماسيون تسليم البريد الدبلوماسي، بينما كانوا يعبرون الخطوط الأمامية مرارا على متن طائرات مقاتلة وسفن نقل عسكرية سوفيتية.

وبعد عام 1946، أصبحت إدارة الاتصالات الدبلوماسية تعرف باسم "إدارة اتصالات البريد الدبلوماسي".

وفي عام 1992، تم إدراج القسم الذي كان بالفعل مكتب الاتصالات الدبلوماسية والبريد السريع، في إدارة الشؤون الإدارية بوزارة الخارجية الروسية. وفي يونيو/ حزيران 1996، تم تحويله إلى قسم فرعي مستقل من وزارة الخارجية الروسية، حتى عام 2003 أصبح قسم الاتصالات الدبلوماسية والبريد السريع كما هو حاليا.

ويوظف القسم اليوم، أكثر من 130 شخصا، منهم أكثر من 80 من السعاة الدبلوماسيين، يقومون بتسليم البريد الدبلوماسي كل شهر، مما يضمن التسليم المنتظم إلى المؤسسات الروسية في الخارج في أكثر من 140 دولة.

مناقشة