انتهت الخيارات لدى المرأة الأفغانية، خوراي جول (28 عاما) من مواليد مقاطعة فارياب القريبة، التي لجأت إلى مقاطعة هيرات بسبب الحرب وأعمال العنف في البلاد، لتضعها الحياة أمام خيار هو الأقسى، حيث أجبرتها الظروف المادية على التضحية بإحدى كليتيها من أجل إنقاذ زوجها المحتجز لدى حركة "طالبان" بسبب عدم إيفائه بالديون المترتبة عليه نتيجة قروض قد حصل عليها.
وأضافت جول: "لم أكن أعرف الشخص الذي أعطيته كليتي، لكنه من أفغانستان"، وأشارت المرأة الأفغانية إلى أنها "قد أجريت اختبارات (بهدف التطابق) قبل ذلك. وفي وقت لاحق، اتصل بي الأطباء وطلبوا مني القدوم وإعطاء كليتي لشخص ما، فذهبت إلى هناك وأعطيت الكلية".
وبدوره، قال عمرو الدين، زوج خوراي جول في تصريحات نقلها موقع "tolonews" الأفغاني، أنه "تم نقلي إلى أحد الجبال بسبب الديون المترتبة علي، ولم يكن أمام زوجتي خيار سوى الذهاب إلى مستشفى لقمان الحكيم لبيع كليتها".
وعلقت وزارة الصحة العامة في أفغانستان على الحادثة، مؤكدة أن بيع وشراء الأعضاء غير قانوني، وستتم مقاضاة المستشفيات المتورطة في عمليات زرع الأعضاء غير القانونية ويمكن أن تسبب الملاحقة القانونية بإلغاء تراخيص هذه المستشفيات، فيما لم تعلق حركة "طالبان" الأفغانية على الحادثة.
وتشكل الحادثة الأخيرة ظاهرة بدأت بالتزايد في المجتمع الأفغاني بشكل كبير بسبب تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، وكان الموقع قد أشار لهذه الظاهرة قبل أسبوع واحد تقريبا، حيث قال إن "المئات من الفقراء والمشردين باعوا أعضائهم الحيوية مقابل سعر زهيد في مقاطعة هيرات الغربية".
وبحسب الموقع، أعلن مسؤولون أفغان عن تشكيل فريق للتحقيق في انتشار بيع الأعضاء الحيوية في هيرات، حيث يجري مستشفيان وهما "لقمان الحكيم" وآريا أفغان" عمليات زرع كلى غير شرعية.