الصور الأولى التي أرسلتها المركبة وشاركتها وكالة "ناسا" خلال مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، تُظهر المركبة الجوالة وهي تقترب من سطح المريخ أثناء الدخول وتنفيذ عملية الهبوط، وهم أمر لم يكن ممكنا في المهام السابقة.
وأضاف الحساب "اللحظة التي حلم بها فريقي لسنوات، أصبحت الآن حقيقة واقعة. تجرأ على فعل الأشياء الجبارة".
وبحسب "سي إن إن" يمكن رؤية أعمدة الغبار الصغيرة وهي تتصاعد من سطح المريخ، مدفوعة بمحركات هبوط المركبة عندما كانت على ارتفاع 6.5 أقدام فقط فوق سطح المريخ.
قال آدم ستلتزنر، كبير مهندسي العربة الجوالة: "الفريق يشعر بالإثارة والفرح لأنهم نجحوا في تنفيذ هبوط مركبة فضائية أخرى على سطح المريخ".
وأضاف: "عندما نقوم بمثل هذه الاستثمارات (العلمية)، فإننا نقوم بها من أجل الإنسانية، ونقوم بها كبادرة لإنسانيتنا".
أعلنت وكالة "ناسا"، الخميس الماضي، هبوط مسبارها المتجول "بيرسيفرانس" على سطح المريخ، وذلك بعد تجاوزه بنجاح مرحلة هبوط محفوفة بالمخاطر تعرف باسم "7 دقائق من الرعب".
وقال قائد العمليات، سواتي موهان، إنه "تم تأكيد هبوط المسبار"، وهو الإعلان الذي واكبه هتافات في مقر مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا".
وتقوم مهمة العربة الجديدة وعلى مدى سنوات في البحث عن البصمات الحيوية للميكروبات، التي ربما كانت موجودة هناك منذ مليارات السنين على المريخ، وقتما كانت الظروف أكثر دفئا ورطوبة مما هي عليه في الوقت الحالي.
ومع بداية موسم الصيف، ستحاول العربة جمع 30 عينة من الصخور والتربة في أنابيب مختومة، ليتم إرسالها في النهاية إلى الأرض في وقت ما في عام 2030 من أجل تحليلها في المختبر.
وتقول عالمة الجيولوجيا في "ناسا"، كاتي ستاك مورغان: "إن مسألة ما إذا كانت هناك حياة خارج الأرض هي واحدة من أكثر الأسئلة الأساسية التي يمكننا طرحها".
وتابعت: "إن قدرتنا على طرح هذا السؤال وتطوير الاستقصاءات العلمية والتكنولوجيا للإجابة عليه هو أحد الأشياء التي تجعلنا كبشر صنف فريد من نوعه".
يشار إلى أن وكالة "ناسا" تسعى أيضا إلى إجراء العديد من التجارب اللافتة للنظر على المريخ، بما في ذلك محاولة القيام بأول رحلة طيران تعمل بالطاقة على كوكب آخر، باستخدام طائرة هليكوبتر صغيرة بدون طيار تسمى "إنجنيويتي"، والتي سيتعين عليها التحليق فوق غلاف جوي تبلغ كثافته 1% فقط من كثافة الأرض.