وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن نائب وزير من الليكود وأعضاء في لجنة العلاقات مع إسرائيل في منظمة التحرير الفلسطينية، بحثوا مؤخرا الانتخابات المقبلة و"المساعدة" المحتملة من السلطة الفلسطينية لنتنياهو.
وأفادت مصادر فلسطينية في رام الله اعترضت على هذه الخطوة للصحيفة العبرية بأن السلطة الفلسطينية أجرت محادثات سرية مع الليكود في الأسابيع الأخيرة بخصوص "الدعم الهادئ" لنتنياهو من خلال تشجيع عرب إسرائيل على التصويت لحزب الليكود برئاسته أو على الأقل عدم التصويت للقائمة المشتركة وهي تحالف يضم 3 أحزاب عربية في إسرائيل.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن هذه الاتصالات توقفت مؤخرا، لأسباب فنية على ما يبدو.
ومثل الليكود في هذه الاتصالات نائب الوزير في مكتب رئيس الوزراء باتين مولا، بينما مثل الجانب الفلسطيني مسؤولون في لجنة منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولة عن العلاقات مع إسرائيل، برئاسة عضو قيادة فتح محمد المدني المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفق تقرير "يديعوت أحرونوت".
وبحسب أحد المصادر، كان من المفترض أن تتم ذروة المحادثات في لقاء بين الجانبين في رام الله بدعوة من الجانب الفلسطيني. إلا أن الاجتماع لم ينعقد في نهاية المطاف على ما يبدو لأسباب أمنية تتعلق بدخول الوفد الإسرائيلي إلى رام الله.
ذكر المصدر أن الجانب الفلسطيني شعر بالإهانة لعدم تلبية الدعوة ومنذ ذلك الحين قام بتخفيض الاتصالات إلى درجة تجميدها.
وبحسب المصادر نفسها، فبعد الإعلان عن إجراء الانتخابات الرابعة، حللت السلطة الفلسطينية المشهد السياسي الإسرائيلي وفهمت أن المعركة على السلطة ستكون بين اليمين واليمين المتشدد. وبحسب تحليلاتهم، يعتبر نتنياهو معتدلا نسبيا بالنسبة لنفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا"، وجدعون ساعر زعيم حزب "أمل جديد".
وتتركز المخاوف الفلسطينية في أن انتخاب أحدهما سيزيد من فرص التحركات الإسرائيلية أحادية الجانب في الضفة الغربية مثل الضم الجزئي وتوسيع المستوطنات.
وتجدر الإشارة إلى نتنياهو كان قد استغل الفلسطينيين في الانتخابات التي جرت في سبتمبر/أيلول 2019 في الاتجاه المعاكس لتشجيع الناخبين اليمينيين على النزول والتصويت لليكود.
وأعلن نتنياهو وقتها أن السلطة الفلسطينية أصدرت بيانا يطالب عرب إسرائيل بالخروج والتصويت للإطاحة به.
من جانبه، أعلن نائب الوزير "مولا" أن مثل هذه المحادثات تمت بالفعل، لكنه عرفها بأنها "كل أنواع الحديث على نار هادئة"، مضيفا "نحن نحاول أن نفعل الخير لشعب إسرائيل والشرق الأوسط. لا أستطيع أن أشرح أكثر من ذلك. القائمة المشتركة لا تمثل الشعب الفلسطيني".
لكن حزب الليكود نفى صحة هذا التقرير وقال: "هراء مطلق. يعلم الجميع أن السلطة الفلسطينية تفضل (يائير) لابيد (زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي) كرئيس وزراء بدلا من نتنياهو الذي جلب أكثر سنة أمنية آمنة لإسرائيل منذ تأسيسها".
بدوره، رد رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر على التقرير قائلا: "محاولة نتنياهو دفع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية إلى التدخل في الانتخابات الإسرائيلية هو حضيض جديد. ليس لدى نتنياهو خطوط حمراء. ويثبت مرارا وتكرارا أن لديه مصالح شخصية فقط تفوق المصلحة الوطنية. لم يعد مؤهلا لشغل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وبحسب آخر إحصاء إسرائيلي رسمي، وصل عدد المواطنين العرب الفلسطينيين (مسلمون ومسيحيون) في إسرائيل (1,930,000) يشكلون 21 بالمائة من إجمالي السكان، البالغ عددهم 9 ملايين و190 ألف مواطن.