درس فريق دولي من العلماء الشريط الوراثي لنبتة الولفيا التي تصنف من أصغر النباتات المزهرة على كوكب الأرض وأسرعها نموا في محاولة كشف أسرارها واستثمار هذه الأسرار في المجالات الزراعية المختلفة.
يطلق البعض على هذه النبة اسم "طحلب البط" وهي نبات مائي يتكاثر بشكل واسع في المياه الراكدة، ولها عدة أنواع، لكن الميزة الأهم التي تمتلكها هذه النبتة أنها الأسرع نموا على وجه الأرض، بالرغم من أنها أصغر نبات مزهر، وتصنف نبتة "ولفيا ميكروسكوبيا" الأسرع على الإطلاق.
بحم رأس الدبوس ويغطي الأرض في 4 أشهر
بالرغم من الحجم الصغير جدا لهذا النبات، الذي لا يتعدى رأس الدبوس مع أشكال بيضاوية صغيرة خضراء، يمكن أن يقال عنها نبتة "عارية" من دون أي جذور أو سيقان أو أوراق، فقط كرة صغيرة عائمة في المياه، لكنا تمتلك زهرة صغيرة تتفتح في جزئها العلوي، التي تحمل سر تكاثر هذه النبة بعضويها الذكري والأنثوي في النباتات (السداة والمدقة).
صغر حجم هذه النبة لا يمنعها من النمو السريع، حيث أنها لا تعتمد فقط على أعضائها (السداة والمدقة) في عملية التكاثر، بل عن طريق إنتاج نباتات أخرى تنفصل عن النبتة الأصلية، وهنا تخفي النبتة أحد أسرارها أيضا، حيت تستطيع إنتاج نبتة أخرى كل 30 أو 36 ساعة تقريبا.
يقول الدكتور واين شيو، الاختصاصي بحبوب اللقاح، إنه "في ظل الظروف المثالية، يمكن لنبتة ولفيا واحدة أن تنتج مجموعة نباتات بحجم الأرض في غضون 4 أشهر تقريبا من خلال التكاثر اللاجنسي".
قام فريق من العلماء من مختبر البيولوجيا الجزيئية والخلوية في معهد "سولك" للدراسات البيولوجية في كاليفورنيا بقيادة البروفيسور، تود مايكل، بدراسة هذا النبات بهدف معرفة سر القدرة السريعة في النمو التي يتمتع بها، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "Genome Research" المتخصصة بأبحاث الجينوم.
وبعد مراقبة دورة حياة النبات ليلا نهارا توصل العلماء إلى أن معظم عمليات نمو هذا النبات يتم في الصباح، وقال تود مايكل، إن "الولفيا تمتلك نصف الجينات التي تنظمها دورة الضوء/الظلام مقارنة بالنباتات الأخرى، وربما يكون ذلك سبب نموها بسرعة كبيرة، وذلك كونها لا تملك القواعد التي تحد وقت نموها"، بحسب "الجزيرة نت".
واعتبر مايكل أن هذا النبات يتخلص من الجينات التي لا يحتاجها ويركز فقط على عملية النمو السريع.
"الكافيار الأخضر" وجبة مثالية لدى بعض الشعوب
تدخل الولفيا في النظام الغذائي لعدد من الشعوب، خصوصا في دول جنوب وشرق آسيا، بالرغم من أنها تنمو في المياه العذبة بجميع القارات، باستثناء القطب الجنوبي، وهي غنية بالحديد والبوتاسيوم، مع نسبة ضئيلة من الصوديوم والزنك والمنغنيز. كما تحتوي على مستويات عالية من الكاروتينات وفيتامين "إي" والفايتوستيرول، وتحتوي الواحدة منها على ما بين 20 إلى 30% من البروتين، وأطلق البعض عليه لقب "الكافيار الأخضر" بسبب عناصره المتنوعة التي توفر وجبة غنية بالنسبة للأشخاص النباتيين.