ونقلت وكالة "سكاي نيوز عربية"، مساء اليوم الأربعاء، عن مصدر مطلع، أن أوغندا تعمل أيضا على نزع فتيل الأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم، للعاصمة الأوغندية، كمبالا.
ملفات ساخنة
ونقلت الوكالة عن الصحفي خالد أحمد، أن الهدف المعلن لزيارة البرهان إلى العاصمة الأوغندية هو تقديم التهنئة بفوز موسيفيني بالانتخابات الرئاسية، لكن كان هنالك حضور قوي للعديد من الملفات الساخنة، وعلى رأسها الخلافات مع إثيوبيا، وجهود استكمال ملف السودان الأمني، خصوصا أن أوغندا تستضيف حاليا عبد الواحد محمد نور، رئيس حركة جيش تحرير السودان، التي رفضت الالتحاق بمفاوضات السلام السودانية التي استضافتها جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، والتي أسفرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن توقيع اتفاق بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة.
وأشار أحمد إلى أن الزيارة تأتي في سياق سعي السودان لحشد تأييد أفريقي لمواقفه المتعلقة بالخلافات مع إثيوبيا حول الحدود وسد النهضة، لافتا إلى أن لدى أوغندا علاقات جيدة مع كل من أديس أبابا والخرطوم، مما يجعلها قادرة على تقريب وجهات النظر بين الطرفين منعا لحدوث تطورات قد تضر بمجمل أمن المنطقة.
نزاعات المياه
وتتخوف أوغندا وعدد من البلدان الإفريقية المرتبطة باتفاقية مياه النيل من أن تؤدي الخلافات الحالية بين السودان وإثيوبيا ومصر حول سد النهضة إلى تأجيج نزاعات المياه في المنطقة.
وفي السياق نفسه، أكد السودان، مساء اليوم الأربعاء، ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة الإثيوبي قبل يوليو/تموز المقبل، موعد الملء الثاني للسد.
وجاء ذلك خلال لقاءين عقدهما على حدة وزير الري السوداني ياسر عباس في مكتبه مع سفير المغرب لدى الخرطوم محمد ماء العينين، وسفير الصين ما شينمين(عبر الفيديو)، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا). وتناول اللقاءان ملف سد النهضة الإثيوبي وآخر تطورات المفاوضات بين السودان وإثيوبيا ومصر.
شدد وزير الري السوداني خلال اللقاء مع السفير الصيني على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة قبل يوليو المقبل.
صورة أحادية
وأوضح عباس للسفير الصيني خطورة إعلان أديس أبابا البدء في الملء الثاني للسد بصورة أحادية في يوليو/حزيران المقبل حتى من غير اتفاق أو تبادل معلومات، مؤكدا أن القرار الإثيوبي يؤثر بشكل مباشر على سد الروصيرص وعلى كل الحياة في ولاية النيل الأزرق.
وناقش الوزير السوداني مقترح بلاده بضرورة توسيع مظلة الوساطة الأفريقية بضم كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وأمس الثلاثاء، طالب وزيرا خارجية مصر والسودان، إثيوبيا بإظهار حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعالة للتوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة.
وأكد البلدان على أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان ويحد من أضرار هذا المشروع على دولتي المصب، كما طالبا إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعالة من أجل التوصل لهذا الاتفاق.
روح إيجابية
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي: "إثيوبيا تؤمن بمواصلة المفاوضات بروح إيجابية بواسطة الاتحاد الأفريقي برئاسة الكونغو الديمقراطية"، مؤكدا أن إثيوبيا تتوقع الوصول لاتفاق مع مصر والسودان بخصوص سد النهضة ومستعدون للتفاوض بحسن النية.
وواجهت مفاوضات سد النهضة، التي ينخرط فيها السودان مع إثيوبيا ومصر منذ عام 2011، خلافات مفاهيمية وقانونية كبيرة.
ويثير السد توترا إقليميا، لا سيما مع مصر التي تعتمد على النيل للتزود بنسبة 97 في المئة من احتياجاتها المائية. وترغب القاهرة والخرطوم باتفاق ملزم قانونا، خاصة بشأن إدارة هذا السد.