استطاعت أم محمد إعادة الحياة إلى الكوخ، من خلال ترميمه هي وابن شقيقها الشاب محمد، مستخدمين بعض المواد المحلية التقليدية لتقويته وتمكينه، وذلك للتأكيد على ضرورة الاهتمام بالأماكن التراثية والأثرية التي تعبر عن الحضارة والتراث الفلسطيني، وتقول إنها تفضل العيش داخل هذا الكوخ عن أي بيت حديث، لأنه يذكرها في الحياة البدائية البسيطة التي كانت تعيشها منذ سبعين عاماً مع عائلتها.
ابنة الخامسة والثمانين عاما تقضي معظم وقتها داخل الكوخ الذي تصفه بالبارد صيفا والحار شتاء، ورغم أنها عاشت فترة في بيوت حديثة، إلا أنها ما زالت تحتفظ بهذا الكوخ الذي يمثل تراث أجدادها، وتقول لا أستطيع أن أفارقه وأشعر براحة نفسية داخله ويذكرني في بيتنا القديم الذي كنا نعيش فيه، وقد قمنا ببنائه من الطين بمساعدة الأهل وجعلناه قويا في وجه الأحوال الجوية الصعبة في الشتاء.
الكوخ يحتفظ بالمقتنيات والأدوات الأثرية والتراثية التي تعود إلى عدة حضارات، حيث يتواجد بداخله طاحون، محراث، أواني فخارية، لمبة كاز، ببور، سِراج، مكنسة قديمة، جرن الكبة، وتزين جدران الكوخ كثير من هذه المقتنيات التي كانت تستخدم قديمًا في الحروب والتجارة، والحياة المنزلية، وتقول أم محمد إن ابن شقيقها يساعدها في جلب القطع والأدوات الأثرية والتراثية إلى الكوخ، وتضيف بأنها تستطيع تصليح الأدوات ووضعها بشكل منظم داخله.
هنا تهرب أم محمد من أعباء الحياة وتعود إلى ذكريات الطفولة، وتستقبل كثيرا من الضيوف المحبين للجلوس في الكوخ الطيني، وتتمنى أم محمد المحافظة على هذا المكان وتوريثه لأبنائها والأجيال الشابة، كي يبقى جزءا من تراث فلسطين وشاهدا على حقب زمنية قديمة.