راديو

هل أوقفت كورونا مسيرة تمكين المرأة في العالم العربي

في رسالة إلى العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن وباء كورونا محا عقودا من التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، مشيرا إلى أن الوباء قلب حياة النساء رأسا على عقب مع زيادة فقدان الوظائف واستفحال أعباء الرعاية غير مدفوعة الأجر وتعطيل الدراسة وتصاعد الاستغلال والعنف العائلي.
Sputnik

يشير تقرير من هيئة الأمم المتحدة إلى أن الوباء قد ينسف جهودا استمرت 25 عاما لتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين، حيث أصبحت النساء تقمن بقدر أكبر من الأعمال المنزلية والعناية بالعائلة أثناء الحجر الصحي، وقد تراجعت حقوق النساء في ظل الوباء، ومن المنتظر أن تدوم هذه العواقب مدة أطول من الجائحة نفسها.

ودعا غوتيريش الدول والشركات والمؤسسات إلى اعتماد تدابير وحصص خاصة للنهوض بمشاركة المرأة على قدم المساواة وتحقيق التغيير السريع.

في حديثها لـ"سبوتنيك" قالت رئيسة اتحاد مصر والرئيس السابق للاتحاد النسائي العربي د. هدي بدران، إن الجائحة "كان لها تأثير على المرأة وهناك دراسات تشير إلى زيادة العنف الأسري أثناء الجائحة، نظرا لزيادة التوتر والاحتكاك والظروف الاقتصادية، خاصة مع توقف النساء العاملات في القطاع غير الرسمي عن العمل وعدم وجود تأمين كامل".

وأكدت بدران أن "ماتحقق من إنجازات في مجال المرأة منذ مؤتمر بكين أقل بكثير من المنتظر، خاصة في ضوء زيادة عدد المنظمات المعنية بحقوق المرأة، ورفع الحكومات الميزانية المخصصة للنهوض بالمرأة،  إلا أن ما تحقق في بعض الدول في الجوانب القانونية والاقتصادية كان مبشرا" 

وحول أوضاع المرأة في العالم العربي قالت رئيسة رابطة المرأة العاملة المحامية إقبال دوغان إن "الثورات والاضطرابات السياسية التي مرت بالعالم العربي خلال السنوات الأخيرة تسببت في تراجع أوضاع المرأة، خاصة في لبنان، حيث اجتمعت جائحة كورونا والظرف الصحي مع الظروف السياسية ورفض الشارع للحكومة وقد تضافرت هذه الظروف لتعطيل مشاريع إصلاح المجتمع وتطوير عمل المرأة". 

وحول العمل النسوي والمنظمات المعنية بحقوق المرأة، قالت الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان السيدة خديجة الرياض إن "هناك منظمات جادة وأخرى فاسدة، وللأسف لاتقوم السلطات في بعض الدول العربية بمتابعة الفاسدين، بل أحيانا تلجأ لمضايقة جمعيات لها فكر حقوقي وحضور يزعج السلطة بسبب أنه  يلقي الضوء على الفساد في أروقة الإدارة".

وحول الجانب الاجتماعي لتمكين المرأة، قالت أستاذة علم الاجتماع د. ميساء الرواشدة "هناك تقسيم تراثي للأدوار في العالم العربي وضع المرأة في مكانة لاتستطيع أن تتجاوزها، وحسرها في دور تقليدي يحيدها عن باقي الأدوار في المجتمع، لكنها الآن تقوم بالكثير من الأدوار، وهذا التغيير الذي طرأ على دورها لم يصحبه تغيير مناسب في دور الرجل، بالتالي أصبح تحقيق الذات للمرأة يأتي على حساب صحتها وحالتها، وقد أثقلت هذه  الوظائف الكثيرة كاهلها بسبب عدم اقتسام المهام بينها وبين الرجل" 

وأكدت الرواشدة أن العالم العربي "مازال يعيش في مجتمع ذكوري ولاتزال مشاركة المرأة في قيادته محدودة، وتواجه النساء التي تحاول إثبات وجودها في الحياة الاجتماعية والسياسية الكثير من الضغوط والرفض، ونحتاج لتغيير هذه الثقافة في المجتمعات العربية إلى عمر حضاري أطول ومزيد من الحرية". 

مناقشة