مجتمع

هل يكون هذا الحيوان مفتاح الأمل لإعادة الأعضاء المبتورة؟

يعتبر البتر الذاتي لأحد الأعضاء عند الحيوانات، أمرا معروفا، حيث تقوم بقطع الذيل أو الأرجل هربا من الافتراس، ولكن لم يلاحظ العلماء أي حيوان على الإطلاق وهو يتخلى عن جسده بالكامل ويعاود النمو بعد فترة.
Sputnik

فلطالما اهتم الباحثون بهذه الحيوانات المتجددة، أملا منهم في أن تكون مفتاح إحداث الثورة العلمية في مجال إمكانية استرجاع الأطراف المبتورة وتطبيقها على البشر. 

قامت طالبة الدكتوراة اليابانية، ساياكا ميتو، بقسم العلوم البيولوجية في جامعة نارا للنساء في اليابان، بإجراء دراسة على الحيوانات المائية من الرخويات، ومراقبة عملية بتر هذه الرخويات من نوع "Elysia marginata" لأعضائها، وفقا لما نشره موقع "سي إن إن" الأمريكي.

لاحظت مؤلفة الدراسة ساياكا ميتو التي تم نشرها في المجلة العلمية "Current Biology" مشهدا عجيبا، حيث انفصل رأس أحد اليرقات عن جسدها تماما واستمر الرأس في الحركة وكأن شيئا لم يكن. حيث فصلت اليرقة جسدها عن رأسها بنفسها وكأنها أذابت الأنسجة حول رقبتها ومزقت رأسها.

وقالت ميتو: "إن فريق البحث لم يتمكن من تحديد سبب إلقاء الرخويات لأجزاء حيوية من الجسم، لكن بعض الحيوانات تفعل ذلك لإزالة الطفيليات الداخلية التي تمنع تكاثرها".
وأوضحت ميتو: "بأنها غير متأكدة ما إذا كانت اليرقات قادرة على العيش فيما بعد، دون بعض أعضائها الحيوية ودون قلب لأن رؤوسها صغيرة ويمكنها أن تمتص الأكسجين من سطح أجسامها، وما حدث هو أنها أعادت أيضا تجديد كامل جسدها المفقود في غضون ثلاثة أسابيع.".

دفع هذا الاكتشاف الجديد بالسيدة ميتو وزملائها إلى إجراء سلسلة من التجارب لمعرفة سبب فصل هذه اليرقات لأجسادها وكيفية إعادة نموها كاملة من جديد.

وخلال مراقبة هذه اليرقات في المختبر عمل الكثير منها على التخلص من جسده وبناء أطراف جديدة حتى أن أحد اليرقات فعلت ذلك مرتين. وينمو الجسد الجديد على الرأس المنفصل بينما يبقى الطرف الأسفل من الجسد المبتور يتحرك لمدة تصل إلى شهر قبل أن يتحلل.

استغرقت جروح الرأس عند الانفصال يوما واحدا فقط للشفاء. وتنمو الأعضاء الجديدة مثل القلب بعد أسبوع، وتكتمل عملية تجديد كامل الأعضاء بعد أقل من ثلاثة أسابيع.

قال تيري جوسلينر، كبير أمناء علم الحيوان اللافقاري في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم:
"لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن الرخويات البحرية تتمتع بقدرات تجديدية، لكن هذا يتجاوز حقًا ما كنا نعتقده".
وقد اكتشف جوسلينز أكثر من ثلث جميع أنواع البزاقات البحرية المعروفة، ويشتبه في أن القدرة التجديدية الرائعة لهذه الرخويات البحرية قد تتعلق بموهبة بيولوجية أخرى مثيرة للإعجاب.

وأوضح أن الحيوانات الرخوية Elysia marginata و Elysia atroviridis يطلق عليها اسم "رخويات الطاقة الشمسية"، كونها تدمج البلاستيدات الخضراء من الطحالب التي تأكلها في أجسامها. وذلك يتيح لأطرافها العيش مدة طويلة على السكريات التي تنتجها البلاستيدات الخضراء من خلال عملية التمثيل الضوئي، عن طريق سرقة الجينات من الطحالب التي تتغذى عليها.

مناقشة